![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يوحَنَّا. تشيرُ عِبارةُ "ظَهَرَ" في الأَصلِ اليونانِيِّ (Ἐγένετο) إلى مَعنى "كانَ". أَمَّا عِبارةُ "مُرسَلٌ مِن لَدُنِ اللهِ" فتَشيرُ إلى يُوحَنَّا المَعمَدانِ، الَّذي لَيسَ المَسيحَ، وإِنَّما الرَّسولُ المَوعودُ بِهِ (مَلاخي 3: 1) والذي أَرسَلَهُ اللهُ لِتَهيِئَةِ الطَّريقِ أَمامَ المَسيحِ. أَمَّا عِبارةُ "مِن لَدُنِ الله في الأصل اليوناني παρὰ θεοῦ، (تعني مِن إِلهٍ ) فتَشيرُ إلى اللهِ، بِالرَّغمِ مِن غِيابِ أَلِ التَّعريفِ. أَمَّا عِبارةُ "يُوحَنَّا" فتَشيرُ إلى يُوحَنَّا المَعمَدانِ، الَّذي يَشهَدُ بِما "رَأى وسَمِعَ" (يُوحَنَّا 3: 32). "يُوحَنَّا" هو صِيغَةٌ عَرَبِيَّةٌ لِلاِسمِ العِبرانِيِّ יוֹחָנָן (مَعناهُ: اللهُ يَتَحَنَّنُ). وَهُوَ ابنُ زَكَرِيَّا الشَّيخِ وزَوجَتِهِ أَلِيصاباتَ (لوقا 1: 5-25)، وكِلاهُما مِن نَسلِ هارونَ ومِن عَشيرَةٍ كَهَنُوتِيَّةٍ. عَظَمَةُ يُوحَنَّا لا تَقتَصِرُ على النّاسِ، بَل هِيَ أَمامَ اللهِ أَيضًا. اللهِ. ومَصدَرُ عَظَمَتِهِ الشَّخصِيَّةِ هُوَ اِمتِلاؤُهُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، ومَصدَرُ عَظَمَتِهِ الوَظيفِيَّةِ هُوَ أَنَّهُ سيكونُ المُهَيِّىء لِطَريقِ الرَّبِّ، والمُبَشِّرَ بِظُهورِ المَسيحِ المَوعودِ. عِلاقَتُهُ بِإِيلِيَّا تُؤَكِّدُ دَورَهُ النَّبَويَّ. وتَقَدَّمَ يُوحَنَّا أَمامَ المَسيحِ، مُتَمِّمًا النُّبُوءَةَ الَّتي كانَ يَتُوقُ إِلَيها كُلُّ يَهودِيٍّ بِأَنَّ إِيلِيَّا يَأتي قُدَّامَ المَسيحِ (مَلوك 4: 5 ومَتَّى 11: 14). وكانَ يُوحَنَّا المَعمَدانُ ناسِكًا زاهِدًا، على خُطى إِيلِيَّا النَّبِيِّ، كانَ يَرتَدِي عَباءَةً مِن وَبَرِ الإِبِلِ، ويَشُدُّ حَقوَيهِ بِمِنطَقَةٍ مِن جِلدٍ، ويتَغَذَّى بِالجَرادِ والعَسَلِ البَرِّيِّ. كانَ يُوبِّخُ النّاسَ على خَطاياهم، ويدعوهم إلى التَّوبَةِ، لِإِعدادِهِم لِقُدومِ المَسيحِ. وبَدَأَ كَرازَتَهُ في سَنَةِ 26 ب.م.، شاهِدًا أَنَّ يَسوعَ هُوَ المَسيحُ (يُوحَنَّا 1: 15)، وأَنَّهُ حَمَلُ اللهِ (يُوحَنَّا 1: 29). وكانَ يُعَمِّدُ التَّائِبِينَ بَعدَ أَن يَعتَرِفوا بِخَطاياهم في نَهرِ الأُردُنِّ (لوقا 3: 2-14). وقَد طَلَبَ يَسوعُ مِن يُوحَنَّا أَن يُعَمِّدَهُ، لا لِأَنَّهُ كانَ مُحتاجًا إِلى التَّوبَةِ، بَل لِيُقَدِّمَ بِذلِكَ الدَّليلَ على اِندماجِهِ في الجِنسِ البَشَرِيِّ وصَيرورَتِهِ أَخًا لِلكُلِّ. وحَوالَي نِهايَةِ سَنَةِ 27 م.، أَمَرَ هيرودُسُ أَنطِيباسُ، رَئِيسُ الرُّبعِ، بِزَجِّهِ في السِّجنِ، لِأَنَّهُ وَبَّخَهُ على فُجورِهِ (لوقا 3: 19-20). وبَعدَ ثَلاثَةِ أَشهُرٍ أَمَرَ بِقَطعِ رَأسِهِ بِسَبَبِ هيروديا. وَلَم يُترَكْ جُثمانُهُ دونَ كَرامَةٍ، لِأَنَّ تَلامِيذَهُ جاءُوا حالًا ورَفَعوهُ ودَفنوهُ. وَشَهِدَ فيهِ المَسيحُ أَعظَمَ شَهادَةٍ، قائِلًا: "لَم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدانِ" (مَتَّى 11: 11). وهُناكَ فَرقٌ بَينَ يُوحَنَّا والمَسيحِ: يُوحَنَّا هُوَ إِنسانٌ، ويَسوعُ هُوَ "الكَلِمَةُ". يُوحَنَّا هُوَ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ، والمَسيحُ هُوَ اللهُ. |
|