عند حدوث أزمة يكون من الصعب على وجه الخصوص أن تستمع إلى (مستشار المنطق)، فمعظم الناس يستجيبون بصورة عفوية لمشاعرهم الداخلية والتي هي عبارة عن توافق واتحاد بين كلٍّ من نصيحة مستشارك الغرائزي ومستشارك العاطفي، وإذا لم يكن هنالك تناغم بين هؤلاء الثلاثة فقد تتعرَّض للمخاطرة باتخاذ قرارات أقل فعالية، وإذا ما رجعنا إلى المثال الذي ذكرناه سابقاً عن المقنَّع وتهديده، فقد يكون ذاك الشخص بحالة ذهنية تجعله يكرر ما فعله في حالات متنوعة أخرى، وقد يكون عقله المنطقي وفَّر له استعداداً لحماية نفسه أولاً، ثم ممتلكاته ثانياً.
وعلى الرغم من أنَّ غالبية الناس لا يتعرضون لحالات تهديد لأرواحهم، فإنَّ الجدول اليومي المزدحم بأشغال وهموم الحياة والتعامل مع أناس يتهيجون ويُستثارون بسرعة والمشكلات الحياتية اليومية تتطلب أن يكون تفكيرنا هادئاً وواضحاً، وكل إنسان يمر بأزمات تجعل من الصعب؛ بل من المستحيل عليه أن يبقى هادئاً صافي الذهن والتفكير، ويعتمد تكرار حدوث الأزمات على طبيعة العمل الذي يمارسه الشخص في حياته بالإضافة إلى الظروف الشخصية الأخرى.