"العَلَامَةُ الوَحِيدَةُ الأَكِيدَةُ" لِمَجِيئِهِ الثَّانِي هِيَ "ظُهُورُهُ عَلَانِيَةً"

[Mary Naeem]

وإِذا سَمِعتُم بِالحُروبِ والفِتَن فلا تَفزَعوا،
فَإِنَّه لابُدَّ مِن حُدوثِها أَوَّلاً، ولكِن لا تَكونُ النِّهايةُ عِندَئِذٍ.
أَمَّا لَفْظَةُ "ٱلنِّهَايَةُ" فَتُشِيرُ إِلى "ٱكْتِمَالِ التَّدْبِيرِ الإِلَهِيِّ الحَاضِرِ" وَ"دُخُولِ مَلَكُوتِ اللهِ" فِي "مِلْئِهِ الأَخِيرِ".
وَفِي هٰذَا الإِطَارِ يُذَكِّرُ يَسُوعُ أَنَّ "مِعْيَارَ الخَلَاصِ" يَرْتَبِطُ بِالثَّبَاتِ وَسَطَ ٱلضِّيقِ "ٱلَّذِي يَثْبُتُ إِلى ٱلنِّهَايَةِ فَذَاكَ يَخْلُصُ" (مَتَّى 10: 22). ).
إِذًا، "التَّارِيخُ" فِي "يَدِ اللهِ"، وَلِذٰلِكَ "يُدْعَى المُؤْمِنُ" إِلى "ٱلْهُدُوءِ وَٱلاتِّكَالِ"، لَا إِلى "ٱلذُّعْرِ وَٱلْهَلَعِ" أَمَامَ الكَوَارِثِ. فَمُنْذُ "قِيَامَةِ المَسِيحِ" وَحَتَّى اليَوْمِ، "ٱدَّعَى كَثِيرُونَ" مَعْرِفَةَ "اللَّحْظَةِ الدَّقِيقَةِ" لِنِهَايَةِ العَالَمِ، "وَلَمْ يَصْدُقْ أَحَدٌ مِنْهُمْ".
لِأَنَّ "مَجِيءَ المَسِيحِ سَيَتِمُّ فِي مِلْءِ الزَّمَانِ الإِلَهِيِّ"، لَا "وِفْقَ تَوْقِيتِ البَشَرِ". وَ"العَلَامَةُ الوَحِيدَةُ الأَكِيدَةُ" لِمَجِيئِهِ الثَّانِي هِيَ "ظُهُورُهُ عَلَانِيَةً" لِلْعَالَمِ كُلِّهِ: "وَحِينَئِذٍ يَرَى النَّاسُ ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي الغَمَامِ فِي تَمَامِ العِزَّةِ وَالجَلَالِ" (مَرْقُس 13: 26).).
وَيُعَلِّقُ أُورِيجَانُس عَلَى هٰذَا الحَقِيقَةِ قَائِلًا:
"حِينَ تَصِلُ الأُمُورُ إِلى حَدِّهَا لَدَى المُؤْمِنِينَ، وَحِينَ يَأْتِي زَمَنُ الجِيلِ الجَدِيدِ المُنْحَلِّ وَالفَاسِدِ حَيْثُ يَزْدَادُ الإِثْمُ، فَتَفْتُرُ المَحَبَّةُ فِي أَكْثَرِ النَّاسِ (مَتَّى 24: 12)، حِينَئِذٍ تُقَصَّرُ الأَيَّامُ" (مَتَّى 24: 22).
نَعَمْ، ٱلرَّبُّ يَعْرِفُ مَتَى يُطِيلُ زَمَنَ الأَيَّامِ عِنْدَمَا يَحِينُ وَقْتُ الخَلَاصِ، وَيَعْرِفُ أَيْضًا مَتَى يَخْتَصِرُ مُدَّةَ المِحَنِ وَالخَرَابِ. أَمَّا نَحْنُ، فَمَا دَامَ ٱلنَّهَارُ قَائِمًا فَلْنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي ٱلنَّهَارِ (رُومَا 13: 13)، وَلْنَقُمْ بِأَعْمَالِ النُّورِ" (عِظَاتٌ عَنْ سِفْرِ يَشُوع، 11: 3-4).