
15 - 10 - 2025, 05:29 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وقالَ أَيضاً لِتَلاميذِه: كانَ رَجُلٌ غَنِيّ وكانَ لَه
وَكيلٌ فشُكِيَ إِلَيه بِأَنَّه يُبَذِّرُ أَموالَه"
"رَجُلٌ غَنِيّ": تُشيرُ إلى إنسانٍ كَثُر مالُهُ وصارَ ثَريًّا، حتّى ملكَ ما يَفيضُ عن حاجتِه. ولَم يُدَبِّر هذا الغَنِيّ أموالَهُ بِنَفسِه، بل سَلَّمَها إلى وَكيلٍ يَعتني بها ويَجمَعُ لهُ محاصيلَها. وهُو يَرمُزُ هنا إلى اللهِ صَاحِبِ كُلِّ المَواهِب، الَّذي يَهبُ كُلَّ إنسانٍ ما يَحتاجُهُ مِن عَطايا، كما قالَ بُطرُسُ الرَّسول: "لْيَخْدُمْ بَعضُكم بَعضًا، كُلُّ واحِدٍ بِما نالَ مِنَ المَوهِبَة، كما يَحسُنُ بِالوُكَلاءِ الصَّالِحينَ على نِعمَةِ اللهِ المُتَنَوِّعَة" (1 بطرس 4: 10). فاللهُ سيَطلُبُ مِن كُلٍّ مِنَّا حِسابًا عَن كُلِّ ما أَودَعَهُ لدَينا.
"وَكيل" في الأصلِ اليونانيّ οἰκονόμος، وهو لَفظٌ يَنفَرِدُ بِهِ لوقا الإنجيليّ، ويُقصَدُ بهِ مُديرُ الأعمال الَّذي كانَ يَتولّى إدارةَ أملاكِ الرَّجُل الغَنِيّ والإشرافَ الكامِل عليها. ولِذلِك كانَ يُعتَبَرُ الشَّخصَ الثّاني بَعدَ سَيِّدِه، ولهُ شأنٌ عَظيم في القَرن الأوَّل. وقد أَشار بولسُ الرَّسولُ إلى هذا البُعدِ الرُّوحيّ قائلاً: "فَلْيَعُدَّنا النَّاسُ خَدَمًا لِلمسيح، ووُكَلاءَ أَسرارِ الله. وما يُطلَبُ آخِرَ الأَمرِ مِنَ الوُكَلاءِ أَن يَكونَ كُلٌّ مِنهُم أَمينًا" (1 قورنتس 4: 1-2). وكانَت هذه الوظيفةُ تُمكِّنُ الوَكيلَ مِن التَّصرُّفِ بِحُرِّيَّةٍ، الأمرُ الَّذي جَعَلَهُ أحيانًا مَعرَّضًا لِلخِيانَةِ والاختِلاس.
|