![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يُعْتَبَرُ الإِيمَانُ ضَرورِيًّا لِنَيلِ رِضَى اللهِ، كَما جاءَ في الرِّسالَةِ إِلى العِبرانيِّينَ: «"بِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رِضا الله" (عبرانيين 11: 6). وَمِن هَذا المُنطَلَقِ، فالإِيمانُ لَيسَ أَمرًا جامِدًا قَبِلناهُ وَتَوَقَّف، وَلا فَلسَفَةً نَعتَنِقُها، بَل هُوَ حَياةٌ وَخِبرَةُ عَمَلٍ بِاللهِ الَّذي يَعمَلُ فينا بِلا اِنقِطاع. لَكِن لَيسَ الإِيمانُ ضَرورِيًّا لاِرتِباطِهِ بِأَعمالِ الشَّريعَةِ، كَما يَقولُ القُدِّيسُ بُولُسُ الرَّسولُ: "وَنَحنُ نَرى أَنَّ الإِنسانَ يُبَرَّرُ بِالإِيمانِ بِمَعزِلٍ عَن أَعمالِ الشَّريعَة" (رومة 3: 28). وَيُضيفُ في مَوضِعٍ آخَرَ: "أَمَّا أَنَّ الشَّريعَةَ لا تُبَرِّرُ أَحَدًا عِندَ اللهِ فذاكَ أَمرٌ واضِح، لأَنَّ البارَّ بِالإِيمانِ يَحيا" (غلاطية 3: 11). اللهُ بارٌّ (رومة 1: 17)، وَاللهُ يُبَرِّرُ الإِنسانَ الخاطِئَ (رومة 3: 22)، وَلا يَقتَضِي مِنَ الإِنسانِ لِلحُصولِ على التَّبريرِ إِلّا طاعَةَ الإِيمانِ، أَي قَبولَ البِرِّ بِتَواضُع (رومة 1: 5). وَالإِنسانُ المُبَرَّرُ يَجعَلُ نَفسَهُ في حَياةٍ مَقبولَةٍ عِندَ اللهِ (رومة 6: 13-20). لِذلِكَ يَجِبُ أَن نَعيشَ بِالإِيمانِ بِالمَسيحِ الَّذي أَحبَّنا وَأَعطى نَفسَهُ عَلى الصَّليبِ مِن أَجلِنا، كَما عاشَ بُولُسُ الرَّسولُ قائِلًا: "فَما أَنا أَحيا بَعدَ ذلِك، بَلِ المَسيحُ يَحيا فيَّ. وَإِذا كُنتُ أَحيا الآنَ حَياةً بَشَرِيَّةً، فَإِنِّي أَحياها في الإِيمانِ بِاِبنِ اللهِ الَّذي أَحبَّني وَجادَ بِنَفسِهِ مِن أَجلي" (غلاطية 2: 20). |
|