كان رجلاً شجاعاً حقاً. فهو الذى رأى الرب فى صورة رجل يمسك سيفاً بيده، فلم يرتعد أو يهرب. لقد كان له وعد الرب «لا يقف إنسان فى وجهك كل أيام حياتك» (يشوع1: 5). وها هو يوضع تحت الامتحان؛ فتقدم نحو الرجل بشجاعة. لكنه من الناحية الأخرى لم يكن مندفعاً؛ فلم يستل سيفه ولم يدخل مع الرجل فى صراع؛ بل سار إليه وسأله «هل أنت لنا أو لأعدائنا». لم يكن شجاعاً فقط؛ بل حكيماً أيضاً. واكتشف يشوع أن الرجل ليس مجرد إنسان بل هو الرب نفسه « أنا رئيس جند الرب». لكن لماذا ظهر الرب فى هذه الصورة؟ ليُعلن نه هو القائد الحقيقى للمعركة. هو الذى يرسم الخطة الحربية، وهو الذى يحدد ميعاد البداية؛ «الآن أتيت» لأقود المعركة.
«فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: بماذا يكلم سيدى « عبده» أدرك أنه أمام الرب الذى يليق به السجود. لقد كان رجلاً فاهماً ومميزاً. ثم أخذ المركز الصحيح أمام الرب؛ انتظار إرشاده وتعليماته. وإذ طلب الرب منه أن يخلع نعله من رجله فعل ذلك مدركاً أنه فى محضر الرب لا بد من القداسة وإبعاد أى أثر للدنس والشر.