يمكنا أن نقترب قليلا من يعقوب لنحلل نفسيته ونتصور مشاعره فى تلك اللحظات؟ كان وحيداً بعيدا عن أهله يشعر بمرارة الحرمان منهم، خاصة من رفقة أمه وكانت هذه هى أول مرة يغادر فيها أرضه فكان هذا اختبارا يملأه بالرهبة والشعور بالوحشة ..
وكان خائفا منزعجا اذ يترقب فى كل لحظة مجئ عيسو لينتقم منه وكان يشعر بوحشة الصحراء خاصة عندما غابت الشمس وأسدل الليل ستاره الكئيب - كان في مكان يصفه الكتاب : "أرض قفر وخلاء مستوحش خرب" ربما منطقة ينتشر فيها اللصوص وتكثر فيها الوحوش المفترسة لكن فوق كل هذا كان ضميره مثقلا بالشعور بالذنب إذ ارتسم امامه كذبه على أبيه وخداعه لأخيه وبدأ ضميره يستيقظ وشعر بوخزاته المؤلمة وتصور أن الله لا بد أن يقاصصه على فعلته الرديئة وإذ نام وهو فى هذه الحالة أتى إليه الهه فى حلم عجيب وأراه مناظر مطمئنة وأَسمعه كلمات نعمة مشجعة رأى سلما منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء.
كأن الرب يقول له أنت لازلت على اتصال بالسماء وبابها لا زال مفتوحاً أمامك ومخازن الله مليئة بالرحمة الكثيرة لك.