منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 10 - 2025, 09:56 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,373,103

ملفًّا مغلقًا على برودةٍ تقشعرّ لها الأبدان


في منتصف القرن العشرين، عاشت بريطانيا واحدة من أكثر القضايا الطبية رعبًا وغموضًا على الإطلاق... قضية الطبيب الإيرلندي الهادئ جون بودكين آدمز (John Bodkin Adams)، الذي كان يبدو في الظاهر ملاك رحمةٍ يرتدي معطفًا أبيض، لكنه في نظر كثيرين كان يخفي وراء تلك الملامح الوديعة وجهاً مظلمًا لا يعرف الرحمة.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى منتصف الخمسينات، حدث شيء غريب في مدينة إيستبورن الساحلية الهادئة: المرضى الذين يتلقون العلاج على يد الدكتور آدمز، كانوا يموتون الواحد تلو الآخر... أكثر من مئة وستين مريضًا دخلوا في غيبوبة عميقة، ثم فارقوا الحياة بهدوء تحت يده.
والأغرب من ذلك أن أكثر من مئة وثلاثين منهم تركوا له أموالًا وممتلكات في وصاياهم، كأنهم أرادوا أن يشكروه بعد موتهم... أو كأنهم كانوا خاضعين لتنويمٍ غامضٍ لم يدركوه أبدًا.
المدينة الصغيرة بدأت تهمس:
هل كان الطبيب الطيب يمنح مرضاه راحة أبدية من الألم؟ أم أنه كان يمنحهم الموت ببطءٍ وبابتسامةٍ باردة؟
عام 1956، لم يعد الأمر همسًا. الشرطة بدأت تحقيقًا سريًا، وبعد أشهر من البحث، وُجّهت إليه تـهمة قتـل السيدة إدِث موريل (Edith Morrell)، وهي مريضة عجوز ماتت بعد تلقي جرعات مفرطة من المورفين والمهدئات.
كانت المحاكمة التي تلت ذلك في لندن عام 1957 أشبه بمسرحية ضخمة بين العلم والشر، بين الرحمة والجريمة. الصحف أطلقت عليه لقب “سفّاح إيستبورن”، بينما جلس هو في قفص الاتـهام ببرودٍ غريب، يقلب صفحات الجريدة التي تتحدث عنه وكأنه قارئ عابر، لا رجل يواجه احتمال الإعدام.
النيابة عرضت أدلة مريبة: وصايا كثيرة بأسماءه، جرعات ضخمة من العقاقير، وسلوكيات تثير كل شك.
لكن الدفاع تمسّك بفكرة أن الطبيب لم يفعل سوى تسكين آلام الموتى بأدوية قوية، وأنه ضـحية سوء فهمٍ واتـهامات مبالغ فيها.
وفي مفاجأة دوّت كالقنـبلة، برأته هيئة المحلفين لعدم كفاية الأدلة. خرج آدمز من المحكمة مبتسمًا، لكنه لم يخرج من قلوب الناس، فقد صار اسمه رمزًا للغموض والخوف، ذلك الطبيب الذي لم يُثبت أحد جرائمه، ولم يستطع أحد نفيها.
بعد المحاكمة، جُرّد من رخصته الطبية بسبب مخالفات وتزوير، وعاش سنواته الأخيرة في صمتٍ مريب حتى وفاته عام 1983.
لكن سؤاله المخـيف ظل حيًّا:
هل كان جون بودكين آدمز طبيبًا رقيق القلب ساعد مرضاه على الرحيل بسلام؟
أم كان قاتلًا متسلسلًا بارعًا في الاختباء وراء رحمةٍ زائفة ومعطفٍ أبيضٍ ناصع؟
حتى اليوم، يبقى هذا اللغز مفتوحًا... ملفًّا مغلقًا على برودةٍ تقشعرّ لها الأبدان.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"الآتيان بحديث" أو "الآتيان بكلام "
عدم الآتيان إلى دينونة يعني عدم العقوبة
العلماء يكتشفون سراً تقشعر له الأبدان تم إخفاؤه بهذه الجزيرة
جريمة تقشعر لها الأبدان..سيدة تقتل ابنة جارتها وتضعها في كيس قمامة
صلاة قبل المتحان


الساعة الآن 08:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025