منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2025, 09:18 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,372,894

العلم ولو بعد عقود يمكنه أن يُعيد للميت اسمه


في ربيع عام 1981، كان الضباب يزحف ببطء فوق أحد الطرق الريفية الهادئة في ولاية أوهايو الأمريكية، حين لمح أحد المزارعين شيئًا غريبًا على جانب الطريق… جسد فتاة شابة ممدد بعناية، كأن شخصًا وضعها هناك ليُكتشف أمرها.
كانت ترتدي سترة من جلد الغزال البني الفاتح — قطعة مميزة جعلت المحققين يطلقون عليها لاحقًا اسمًا لن يُنسى: "فتاة الجلد المدبوغ" (Buckskin Girl).
لم يكن معها أي هوية، ولا مجوهرات، ولا حتى أدلة تدل على من تكون. شعرها كان طويلاً، أحمر نحاسيّ اللون، ووجهها بدا هادئًا كأنها غارقة في نومٍ أبدي.
لكن خلف ذلك الهدوء، كان هناك سرٌّ ثقيلٌ ومخيف ينتظر أن يُكشف.
قامت الشرطة وقتها برسم ملامح وجهٍ تقريبيّة لها باستخدام ما توفر من تقنيات ذلك الزمن (يسار الصورة)، ووزعت الصور في الصحف وعلى لوحات الطرق، على أمل أن يتعرف عليها أحد.
لكن مرت الأيام فالشهور فالسنوات... ولم يتصل أحد. لم يطالب بها أحد. لم يسأل عنها أحد. كأنها لم تُولد قط.
تحولت الفتاة إلى لغزٍ مرعب في ذاكرة الولاية، وبدأ البعض ينسج عنها القصص — قائلين إنها ربما كانت ضحية طائفة غامضة أو جريمة مدبّرة بعناية.
مرت سبعة وثلاثون عامًا، وتبدلت الأجيال، لكن ملفها ظل هناك، مغطى بالغبار، يحمل رقمًا بلا اسم.
حتى جاء عام 2018.
عندما قررت منظمة غير ربحية تُدعى DNA Doe Project أن تُعيد فتح الجرح القديم، مستخدمة سلاحًا جديدًا لم يكن متاحًا آنذاك: تحليل الحمض النووي الجيني المتقدم.
تم استخراج عينة دم قديمة كانت محفوظة منذ الثمانينيات، وأُرسلت للمختبرات المتخصصة.
وبعد أسابيع من القلق والترقب، ظهرت النتيجة التي أعادت الدفء والدموع إلى قلوب الجميع:
اسمها الحقيقي هو مارسيا لينور سوسومان كينغ (Marcia Lenore Sossoman King)، شابة في الحادية والعشرين من ولاية أركنساس، كانت قد فُقدت منذ زمن بعيد دون أن يعرف أحد مصيرها.
الصدمة الكبرى؟
كانت والدتها لا تزال على قيد الحياة... تعيش في نفس المنزل، وتحافظ على نفس رقم الهاتف منذ اختفاء ابنتها، على أمل أن تسمع يومًا صوتها عبر الخط.
لكن الذي رنّ بعد كل هذه السنين لم يكن صوت مارسيا، بل صوت الحقيقة المؤلمة:
أن ابنتها كانت طوال هذا الوقت راقدة في مقبرة بلا اسم، في ولاية بعيدة، تنتظر من يعيد لها هويتها المسروقة.
قصة "فتاة الجلد المدبوغ" لم تكن مجرد جريمة، بل كانت صرخة صامتة من الماضي، تقول لنا إن الأسرار لا تبقى مدفونة إلى الأبد... فالعلم، ولو بعد عقود، يمكنه أن يُعيد للميت اسمه، وللأم قلبها المكسور.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا تواضروس : العمل يمكنه أن يُغير في الإنسان كما حدث مع السامرية
خفض رواتب القطاع الخاص 40% وإنهاء عقود العمل بسبب كورونا في السعودية
وزارة القوى العاملة تحذر من عقود العمل الموسميه بإيطاليا
الخارجية تهيب بالمواطنين التأكد من صحة عقود العمل بلغاريا
كل أنسان يمكنه نقش اسمه فى المكان الذى يريده إلا القلوب


الساعة الآن 10:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025