
30 - 09 - 2025, 08:55 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
قِيَامَةُ المَسِيحِ: حَضَارَةُ الحَيَاةِ
إِنَّ قِيَامَةَ المَسِيحِ هِيَ حَضَارَةُ الحَيَاةِ الَّتِي بَنَاهَا فِي قَلْبِ كَنِيسَتِهِ، وَأَوْصَانَا أَنْ نُعْلِنَهَا إِلَى العَالَمِ أَجْمَع. وَإِنَّ وُجُودَ مَلَايِينِ فِي العَالَمِ، مِمَّن لَمْ يَسْمَعُوا بَعْدُ بِـاسْمِ المُخَلِّصِ وَقِيَامَتِهِ، هُوَ عَارٌ وَفَضِيحَةٌ لَنَا جَمِيعًا. َعَلَى ضَوْءِ المَسِيحِ وَقِيَامَتِهِ، نَحْنُ مَدْعُوُّونَ لِنَقْلِ الرَّجَاءِ وَبِنَاءِ العَدَالَةِ وَالثِّقَةِ إِلَى مَنْ حَوْلَنَا. نَعَمْ، فِي عَالَمِنَا هذَا، الَّذِي يُعَانِي كَثِيرًا مِنَ الحِقْدِ وَالعُنْفِ، وَمَعَ ذَلِكَ، مَا زَالَ يُحِبُّ اللهَ، فَلْنَرْفَعْ أَنْظَارَنَا نَحْوَ الحَيَاةِ، وَلْنُسَارِعْ إِلَى مُبَادَرَاتٍ تُعَبِّرُ عَنْ إِيمَانِنَا بِقُدْرَةِ الإِنْسَانِ عَلَى إِحْرَازِ السَّلَامِ وَالعَدَالَةِ. المَسِيحُ القَائِمُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ هذَا العَالَمَ مُؤَهَّلًا لِلْحَيَاةِ وَالعَمَلِ وَالمَحَبَّةِ.
إِنَّ القِيَامَةَ هِيَ حَدَثٌ فَرِيدٌ وَمَرْكَزِيٌّ وَالأَهَمُّ فِي قَلْبِ التَّارِيخِ، بَلْ هِيَ المَرْكَزُ فِي تَارِيخِ الإِنْسَانِيَّةِ. فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ سِوَى يَسُوعَ المَسِيحِ: أَنْ يُنَبِّئَ بِقِيَامَتِهِ، وَأَنْ يُتَمِّمَهَا بِنَفْسِهِ. فَقَامَ يَسُوعُ، وَمِنْ ثَمَّ سَيَقُومُ كُلُّ إِنْسَانٍ، كَمَا فِي تَعْلِيمِ بُولُسَ الرَّسُولِ: "إِذَا اتَّحَدْنَا بِهِ فَصِرْنَا عَلَى مِثَالِهِ فِي المَوْت، فَسَنَكُونُ عَلَى مِثَالِهِ فِي القِيَامَةِ أَيْضًا... فَإِذَا كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ المَسِيحِ، فَإِنَّنَا نُؤْمِنُ بِأَنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ" (رُومَة 6: 5-8).
عَبَّرَ القِدِّيسُ بُولُسُ أَيْضًا عَن رَجَاءِ القِيَامَةِ وَمَجْدِهَا: "مَا لَمْ تَرَهُ عَيْنٌ، وَلَا سَمِعَتْ بِهِ أُذُنٌ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ذَلِكَ مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (1 قُورِنْتُس 2: 9). وَفِي سِفْرِ الرُّؤْيَا، يَعِدُ الرَّبُّ الغَالِبِينَ بِـ: وَالْغَالِبُ سَأَهَبُ لَهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي عَلَى عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا فَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَرْشِهِ" (رُؤْيَا 3: 21). نَخْتِمُ بِكَلِمَاتِ البَابَا القِدِّيس يُوحَنَّا بُولُس الثَّانِي الَّتِي أَلْقَاهَا فِي كَنِيسَةِ القِيَامَةِ عَام 2000: "هُنَا، أَمَامَ القَبْرِ المُقَدَّسِ والجُلجُلة، نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا بِالرَّبِّ القَائِمِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. فَهَلْ يَجُوزُ لَنَا بَعْدُ أَنْ نَشُكَّ فِي قُدْرَةِ رُوحِ الحَيَاةِ الَّذِي سَيُوهَبُ لَنَا، وَالَّذِي بِهِ سَيَمْنَحُنَا اللهُ القُوَّةَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى اِنْقِسَامَاتِنَا، وَيَمْنَحُنَا النِّعْمَةَ لِنَعْمَلَ مَعًا لِبِنَاءِ مُسْتَقْبَلٍ نُحَقِّقُ فِيهِ المُصَالَحَةَ وَالوَحْدَةَ وَالسَّلَامَ؟". هُنَا، وَبِصُورَةٍ خَاصَّةٍ، نَسْمَعُ الرَّبَّ يَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى لِتَلَامِيذِهِ: "لَا تَخَافُوا، إِنِّي غَلَبْتُ العَالَم" (يُوحَنَّا 16: 33).
قِيَامَةُ المَسِيحِ هِيَ قِيَامَتُنَا. يَسُوعُ القَائِمُ مِنَ الأَمْوَاتِ هُوَ: "القِيَامَةُ وَالحَيَاةُ" (يُوحَنَّا 11: 25). فَلَا حَيَاةَ، وَلَا قِيَامَةَ، وَلَا أَبَدِيَّةَ، بِمَعْزِلٍ عَنْهُ. فَـعِيدُ قِيَامَةِ المَسِيحِ هُوَ عِيدُ قِيَامَتِنَا نَحْنُ أَيْضًا، لأَنَّنَا: نُؤْمِنُ بِالمَسِيحِ، وَبِقُدْرَتِهِ الإِلَهِيَّةِ، وَبِقُدْرَةِ اللهِ عَلَى إِقَامَةِ الأَمْوَاتِ. فَـالقِيَامَةُ هِيَ: الِانْتِصَارُ وَالغَلَبَةُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ، وَفِيها نَصِيحُ مَعَ الرَّسُولِ: "الشُّكْرُ للهِ الَّذِي آتَانَا النَّصْرَ عَنْ يَدِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح! ثَابِتِينَ، رَاسِخِينَ، مُتَقَدِّمِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ دَائِمًا، عَالِمِينَ أَنَّ جُهْدَكُمْ لَا يَذْهَبُ سُدًى عِندَ الرَّبِّ" (1قُورِنْتُس 15: 57–58).
|