![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الإِيمَانُ مِنْ خِلَالِ الكِتَابِ المُقَدَّس إِنَّ حَدَثَ القِيَامَةِ يُثَبِّتُهُ نَصُّ الإِنْجِيلِ؛ فَقَدْ رَأَى التَّلَامِيذُ القَبْرَ فَارِغًا، وَوُجِدَ القَبْرُ فَارِغًا وَلَا يُبَرْهِنُ إِلَّا عَلَى أَنَّهُ كَذَلِكَ. وَأَمَّا الأَكْفَانُ المَمْدُودَةُ وَالمِنْدِيلُ المَلْفُوفُ وَحْدَهُ، فَتَنْفِي نَظَرِيَّةَ السَّرِقَةِ. فَمَنْ يُؤَكِّدُ قِيَامَةَ الرَّبِّ؟ تُوَحِي الرِّوَايَةُ الإِنْجِيلِيَّةُ بِذِكْرَيَاتٍ تَارِيخِيَّةٍ لِشُهُودِ عِيَانٍ، وَلَكِنْ لَمْ تُشَاهِدْ عَيْنٌ بَشَرِيَّةٌ القِيَامَةَ بِذَاتِهَا، بَلْ عَلَامَاتُهَا. فَحَيْثُ إِنَّهُ لا يَتَوَفَّرُ سِوَى خِيَارَيْنِ: 1. الإِيمَانُ أَنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، 2. أَوْ الإِنْكِارُ وَالتَّجَاهُلُ، وَالإِنْغِلَاقُ أَمَامَ حَقِيقَةِ القِيَامَةِ. هُنَا، تَظْهَرُ الحَاجَةُ إِلَى أَنْ يَفْتَحَ اللهُ أَذْهَانَ الرُّسُلِ لِيَفْهَمُوا الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ، كَمَا فَعَلَ مَعَ تِلْمِيذَيِّ عِمَّاوُس: "لا بُدَّ لِكُلِّ ما كُتِبَ عنِّي في شَريعةِ مُوسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزاميرِ أَن يَتِمّ". ففَتَحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب" (لوقا 24: 44-45). بَعْدَ أَنْ رَأَى التَّلَامِيذُ القَبْرَ الفَارِغَ، وَالأَكْفَانَ وَالمِنْدِيلَ، تَذَكَّرُوا أَقْوَالَ يَسُوعَ وَالأسْفَارَ المُقَدَّسَةَ، وَأَنَّهُ: "يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورَشَلِيم، وَيُعَانِيَ آلاَمًا شَدِيدَةً مِنَ الشُّيُوخِ وَعُظَمَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَيَقُومَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ"(مَتَّى 16: 21). كَذَلِكَ تَذَكَّرَ التَّلَامِيذُ مَا تَنَبَّأَ بِهِ دَاوُدُ فِي المَزَامِير: "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي مَثْوَى الأَمْوَات، وَلَنْ تَدَعَ صَفِيَّكَ يَرَى الفَسَاد" (مَزْمُور 16: 10). وَفَهِمُوا مَا قَالَهُ السَّيِّدُ عَنْ تَحْقِيقِ آيَةِ يُونَانَ: "فَكَمَا بَقِيَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ، فَكَذَلِكَ يَبْقَى ابْنُ الإِنْسَانِ فِي جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ" (مَتَّى 12: 40). عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ التَّلَامِيذُ أَنَّ: القِيَامَةَ حَقِيقَةٌ، وَأَنَّهَا تَثْبُتُ فِي الكِتَابِ المُقَدَّسِ، وَأَنَّهَا جُزْءٌ رَئِيسِيٌّ فِي خُطَّةِ اللهِ لِلْخَلاَصِ وَالتَّبْرِيرِ، وَبِالتَّالِي فَـتَحَقُّقُهَا كَانَ أَمْرًا ضَرُورِيًّا. باختصار كَلِمَةُ الإِنْجِيلِ تُثَبِّتُ الإِيمَانَ والقِيَامَةُ حَقِيقَةٌ تُثَبِّتُهَا الكُتُبُ المُقَدَّسَةُ. الإِيمَانُ لَا يَكُونُ كَامِلًا إِلَّا حِينَ يَتَغَذَّى مِنَ الكِتَابِ المُقَدَّسِ، وَيَتَأَمَّلُ العَلَامَاتِ الَّتِي يَضَعُهَا اللهُ فِي طَرِيقِنَا، فَيَرْبِطُهَا بِكَلِمَتِهِ، وَيَقْرَأُ بِهَا حَيَاتَنَا. فَـالفَهْمُ الرُّوحِيُّ الكَامِلُ للكتاب المقدس لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا إِلَّا بِنُورِ القِيَامَةِ. فَقَطْ عِنْدَمَا نَمُرُّ مِنَ الجُمُعَةِ العَظِيمَةِ إِلَى الأَحَدِ، يُمْكِنُ أَنْ نَفْهَمَ: • مَا تَنَبَّأَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، وَمَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ. لَا يُفْهَمُ الكِتَابُ بَعْدَ اليَوْمِ إِلَّا بِنُورِ القِيَامَةِ، لِأَنَّ"يَسُوعَ القَائِمَ" هُوَ مِفْتَاحُ التَّأْوِيلِ الحَقِيقِيِّ. |
|