إذ كان الله يهيِّئ الشعب بكل قيادته للعبور إلى أرض الموعد ركَّز مرارًا على حفظ الوصيَّة علامة الأمانة في قبول العهد الإلهي، وعلى الذبيحة علامة الحاجة إلى الدم للتكفير عن الخطيَّة.
إذ يتحدَّث عن الوصيَّة وارتباطها بالعبادة يؤكِّد [هذا اليوم] [1] مع أنَّه يذكِّرهم بالأحداث الماضية، ويرفع أنظارهم بروح الرجاء نحو المستقبل. هكذا في إيماننا نتطلَّع إلى الماضي والمستقبل كأنَّهما حاضران. فالماضي لا يحمل ذكريات عبرت، لكنَّه يحمل إلينا خبرة يلزم أن نعيشها في واقعنا الحاضر، والمستقبل بالنسبة لنا ليس أفكارًا نظريَّة، إنَّما نتمتَّع بعربون المستقبل، خاصة الأبديَّة في يومنا الحاضر. هكذا يحيا المؤمن في ماضي وحاضر ومستقبل حيّ فعَّال فيه.
ارتبط إعلان بركات العهد ولعناته بإقامة مذبح حجري عليه قُدِّمت تقدمات تناسب تجديد العهد [1-8]. وقف نصف الشعب على جبل عيبال، والنصف الأخير على جبل جرزيم، ليؤكِّدوا بركات العهد ولعناته. فمن يعصى العهد أو يكسره يخضع للعنة [9-14]. قدَّم قائمة باللعنات التي تحل على كاسري العهد مع الله [15-26].