
22 - 09 - 2025, 09:58 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|

ثمَّ قالَ لِتوما: هَاتِ إِصبَعَكَ إلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ،
وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً"انظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فَضَعْهَا فِي جَنبِي"، فَهِيَ نَفسُ الكَلِمَاتِ الَّتِي نَطَقَ بِهَا تُومَا فِي حِوَارِهِ مَعَ زُمَلَائِهِ الرُّسُلِ (يُوحَنَّا 20: 25).
فَكَأَنَّ الرَّبَّ كَانَ وَاقِفًا يَستَمِعُ إِلَى شُرُوطِ تُومَا، وَفِي ظُهُورِهِ كَشَفَ لَهُ آثَارَ الصَّلبِ، أَدِلَّةَ آلامِهِ (يُوحَنَّا 20: 20). فَلَم تَبقَ جِرَاحَاتُ يَسُوعَ فِي يَدَيهِ وَجَنبِهِ كَعُيُوبٍ فِي الجِسمِ، بَل كَـعَلَامَاتٍ ظَاهِرَةٍ لِلمَجْدِ وَالكَرَامَةِ، وَتَكشِفُ عَن حَقِيقَةِ آلامِهِ وَقِيَامَتِهِ، وَسِرِّ مَحبَّتِهِ وَخَلَاصِهِ.
وَمِن هَذِهِ الجِرَاحَاتِ استَخرَجَ تُومَا قُوَّةً لِتَثبِيتِ إِيمَانِهِ، وَمِن خِلَالِ حَاسَّةِ اللَّمسِ، وَصَلَ إِلَى يَقِينِ الإِيمَانِ. لَكِنَّ الإِيمَانَ فِي دَرَجَتِهِ الأَسمَى هُوَ مُعَايَنَةُ الرَّبِّ بِدُونِ الاستِعَانَةِ بِالحَواسِّ، بَل بِتَصْدِيقِ شَهَادَةِ مَن رَأَوهُ قَائِمًا. لِذَلِكَ، يُمكِنُ أَنْ نَعتَبِرَ هذِهِ الآيَةَ تَـوْبِيخًا عَلَى عَدَمِ إِيمَانِ تُومَا وَقَسَاوَةِ قَلبِهِ، لأَنَّهُ لَم يُصَدِّقِ الَّذِينَ شَاهَدُوهُ بَعدَ مَا قَامَ (مَرقُس 16: 14).
|