تعرّض آسا لهجوم من بعشا ملك اسرائيل. والعجيب أنه بدلاً من اللجوء للرب، الذي أعانه في معركته السابقة، فإنه لجأ للتحالف مع بنهدد ملك آرام طالباً معونته. وإننا نتعجب كيف يحدث ذلك؟ ألم تحفر في ذاكرته نُصرته السابقة ضد الجيش المُخيف، فما الذي حدث؟ إننا نقف مذهولين أمام الملك الذي يترك الحليف الأقوى، الذي لا يقوى عليه إنسان، ليذهب للحليف الأضعف، الذي مهما كانت قوته فهو لا شيء بالنسبة لقوة الله.
لكن دعونا لا نقسو على آسا ونتحول إلى أنفسنا ونتذكر المعارك المختلفة في حياتنا. ربما نكون واجهنا أضخم الصعاب باللجوء للرب والتعلق به، وحققنا النُصرة بالإيمان، ثم بعد ذلك واجهتنا مشاكل أبسط وأصغر ولجأنا للإنسان دون أن نمارس الثقة في الرب!! لقد كانت رسالة الرب له على لسان حناني الرائي «لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» (2أخبار الأيام16: 9). وفي أواخر حياة آسا مرض في رجليه حتى اشتد مرضه. ويبدو أن الرب أراد أن يتكلم معه حتى يرده للشركة معه وللقوة الروحية الأولى، لكنه تجاهل معاملات الرب ولم يطلب الرب في مرضه بل الأطباء.
أحبائي.. إن كتاب الله العظيم، الذي هو ليس ككتب البشر، لا يخفي أخطاء الأبطال بل يذكرها حتى نتعلم منها. والسؤال الآن: هل بدأنا حسناً مثلما فعل آسا؟ وهل نستمر حسناً كذلك؟ وتُرى كيف سننتهي، هل أقوى أم أضعف؟