يوم النصرة (1صموئيل 71: 62-85) حقق داود انتصاراً مُذهلاً على جليات، إذ وضع كل ثقته فى رب الجنود. وبعد انتهاء المعركة رجع من الوادى حاملاً رأس جليات فى يده وأتى به إلى أورشليم. وأخذه أبنير رئيس الجيش وأحضره أمام شاول ورأس جليات بيده، فسأله شاول: ابن مَنْ أنت ياغلام؟ يا للعجب! هل نتصوَّر هذا الموقف؟! فهذا المحارب الشجاع المنتصر يناديه شاول العاجز الفاشل: غلام؟! لا غرابة، فإن كبرياء شاول لم تحتمل الموقف، لذا كلـّمه بهذا الأسلوب. لكن ماذا كان رَّد فعل داود؟ أجاب بكل لطف ووداعة: «ابن عبدك يسى البيتلحمى» - يا لروعة التواضع! لا أثر لضيق أو غضب. ماذا يا أخى الشاب لو كنت فى ذات الموقف؟ كيف كنت تتصرف؟ كان يوناثان ابن شاول مُعايناً للموقف، ولما انتهى داود من حديثه مع شاول، تعلقت نفس يوناثان بنفس داود وأحبه كنفسه، وقطع معه عهداً. ألا نتعلم من هذا، أحبائى الشباب، أن تواضع القلب والكلمات اللطيفة تجذب الآخرين إلينا فيحبوننا ويتعلقوا بنا، أما الكبرياء والكلمات القاسية فتجعلهم ينفرون ويبتعدون عنا.