![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تحديد ثلاث مدن للملجأ في أرض كنعان في الضفَّة الغربيَّة، حيث كان موسى قد حدَّد ثلاث مدن في الضفَّة الشرقيَّة [1-3، 7]. تُقسَّم المنطقة كلها إلى ثلاثة أقسام، متساويَّة قدر المستطاع، وتكون مدينة الملجأ مركز كل قسم، حتى يستطيع كل إنسان أينما وُجد أن يجد بالقرب منه مدينة للملجأ. تعتبر مدينة الملجأ أشبه بمكان حفظ يلجأ إليه القاتل حتى تتم محاكمة عادلة، ويُفصل في أمره إن كان قاتلًا عن خطأ أم عن عمد. فمدينة الملجأ هي صون وحماية للبريء وليس للمجرم. لا نجد تسجيلًا لزيادة هذه المدن التي طلبها موسى، وهذا دليل غير متعمِّد على صحَّة السِفر، فإن أي كاتب متأخِر ما كان يمكن أن يبتدع هذا. تُشير مدينة الملجأ إلى السيِّد المسيح، مخلِّص العالم، الذي نزل إلى أرضنا ولم يعد بعيدًا عنّا، بل هو قريب إلينا جدًا، لا نبحث عمَّن يصعد إلى السماء لكي ينزله، ولا من يهبط إلى الجحيم لكي يصعده إلينا، بل هو قائم في قلوبنا (رو 10: 8). لقد جاء إنجيلنا بالخلاص وجعله بين أيدينا. أنَّه يقرع على أبوابنا الداخليَّة لعلَّنا نقبله، نفتح له فيدخل عريس نفوسنا ليتعشَّى معنا. جاء مسيحنا إلى أرضنا ليصير حصننا، فيه نتحرَّر من الدينونة (رو 8: 1)، ونخلص من كل جريمة في حماية إلهيَّة فائقة (رو 5: 1، 9-10؛ 8: 31-39). تطلَّع إشعياء النبي إلى هذه المدينة الفريدة فقال: "لنا مدينة قويَّة؛ يجعل الخلاص أسوارًا ومترسة" (إش 26: 1). هذا ما يؤكِّده الرسول بقوله: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أع 16: 31). في القديم كان القاتل يهرب من وجه الولي إلى مدينة ملجأ ليحتمي فيها حتى تتم محاكمته، وإن وجد بريئًا يبقى إلى موت الكاهن. أمَّا في العهد الجديد فإن الولي والقاضي في نفس الوقت هو الرب يسوع، عِوض الانتقام يفتح لنا أحشاءه الإلهيَّة ملجأ لنا فنستريح فيها. ونبقى فيها إلى الأبد، ننعم لا بالبراءة فقط بل وبشركة أمجاده. إنَّه ليس فقط مدينة الملجأ بل وهو الطريق المفتوح لنا، لذا لاق بنا أن نسرع بروحه القدُّوس وندخل فيه، ولا نؤجِّل، حتى لا يلحق بنا السيف وتهلك نفوسنا. |
|