
مدن الملجأ والشاهد الكاذب
إن كان يليق بشعب الله أن يترجموا حياتهم الدينيَّة إلى سلوك لائق في كل العلاقات الاجتماعيَّة والمعاملات المدنيَّة والجنائيَّة، فإنَّهم كشعبٍ مبتدئٍ في الحياة الروحيَّة احتاجوا إلى شريعة تفصيليَّة تحكم سلوكهم ومعاملاتهم.
أشار في الأصحاح السابق إلى مجيء "النبي" المنتظر الذي له نسمع، فنتمتَّع بالخلاص. الآن يقدِّم لنا صورة رمزيَّة لهذا الخلاص المسياني، وهو إقامة مدن الملجأ، التي يلجأ إليها كل قاتلٍ ارتكب القتل خطأ بغير إرادته.
هذا العدل الجزائي البدائي بعيد كل البعد عن القتل المتعمِّد، والغرض منه أن يمنعه فهو لا يكسر الوصيَّة السادسة بل بالأحرى يحفظها.
تحدَّث أيضًا عن احترام حقوق الآخرين، سواء بالنسبة لممتلكاتهم أو لنفوسهم. فلا يجوز للإنسان أن ينقل تخومه ليستولي علىأرض ليست من حقّه. ولا يليق به أن يشهد كذبًا على إنسان بريء.