![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ماذا إن قامت المدينة بأكملها أشبه بثورة ضدّ العهد مع الله وخدمت آلهة غريبة؟ "إن سمعت عن إحدى مدنك التي يعطيك الرب إلهك لتسكن فيها قولًا، قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك، وطوَّحوا سكَّان مدينتهم قائلين: نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفوها، وفحصت وفتَّشت وسألت جيدًا، وإذا الأمر صحيح وأكيد، قد عُمل ذلك الرجس في وسطك، فضربًا تضرب سكَّان تلك المدينة بحد السيف وتخربها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع أمتعتها إلى وسط ساحتها وتُحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاًّ إلى الأبد لا تُبنى بعد. ولا يلتصق بيدك شيء من المُحرَّم" [12-17]. يلاحظ الآتي: أولًا: يقول "إحدى مدنك"، أي إحدى مدن إسرائيل، فإنَّه ليس لنا أن نحكم على الذين في الخارج، وكما يقول الرسول بولس: "لأنَّه ماذا لي أن أدين الذين من خارج؛ ألستم أنتم تدينون الذين من داخل، أمَّا الذين من خارج فالله يدينهم؟" (1 كو 5: 12-13). فالمدينة التي تعبد الله الحيّ ثم انحرفت بكاملها للعبادة الوثنيَّة، وصارت عثرة لبقيَّة مدن يهوذا. وكما يقول بطرس الرسول: "لأنَّه كان خير لهم لو لم يعرفوا طريق البرّ من أنَّهم بعدما عرفوا يرتدُّون عن الوصيَّة المقدَّسة المسلَّمة لهم" (2 بط 2: 21). ثانيًا: إذا قام بعض الرجال بإغراء الشعب، يدعوهم "بنو لئيم". بنو لئيم معناها "بطَّالون"، وقد ترجمت "بنو بليعال" في (قض 19: 22؛ 20: 13) في قصَّة جبعة. هؤلاء ليس فيهم مخافة الرب، ولا يخشون حتى الناس، يقاومون ضمائرهم ويكسرون الشرائع. يقول الرسول: "أي اتِّفاق للمسيح مع بليعال؟" (2 كو 6: 15) وكأنَّه يضع بليعال في مكان الشيطان، فبنو بليعال هم "أبناء إبليس". هكذا صار هؤلاء خميرة فاسدة حوَّلت كل العجين إلى الفساد لتحمل طبيعة إبليس الفاسدة. يحذِّرنا الكتاب المقدَّس من الأشرار: "أمَّا خاطئ واحد فيُفسد خيرًا جزيلًا" (جا 9: 18). "لا تضلُّوا، فإن المعاشرات الرديَّة تفسد الأخلاق الجيِّدة" (1 كو 15: 33). ثالثًا: لما كان الأمر فيه دمار للمدينة، لهذا يلزم الفحص بتدقيق والسؤال جيِّدًا والتأكَّد من حقيقة الأمر. عندما أراد الله أن يهلك مدينة سدوم قال: "انزل وأرى" (تك 18: 21). يرى بعض الكتَّاب اليهود أنَّه إذا أُتُّهم إنسان أنَّه يغوي إلى العبادة الوثنيَّة فإنَّه يُقدَّم للمحاكمة لدى محكمة صغرى، أمَّا إذا أُتُّهِمت مدينة بذلك فتُقدَّم أمام مجمع السنهدريم. فإذا تيقَّن المجمع من صدق الأمر أرسل اثنين متعلِّمين للنصح والإرشاد، فإن قبلت المدينة النصح، وقدَّمت توبة تُقبل، وتصير المدينة في سلام. وإن رفضت وأصرَّت على العبادة الوثنيَّة يقيمون حربًا ضدَّها لإبادتها منعًا من تسرُّب أفكارها الوثنيَّة إلى غيرها من مدن إسرائيل. رابعًا: إن وُجدت قلَّة قليلة مؤمنة فإنَّها تخرج من المدينة، كما من مكان خطر، بعد ذلك يُضرب الرجال والنساء والأطفال بالسيف [15]، ثم يُؤتى بكل الأمتعة في ميدان عام وتُحرق بالنار، وتتحوَّل المدينة إلى رماد ولا تُبنى من جديد. خامسًا: لا يسمح لأحد أن يأخذ شيئًا من أمتعة هذه المدينة لأنَّها محرَّمة [17]، وإلاَّ كان نصيبه مثل عخان بن كرمي، إذ خان خيانة وأخذ من الحرام، فغضب الرب على بني إسرائيل بسببه (يش 7: 1). سادسًا: يُزال كل أثر للخطيَّة "لكي يرجع الرب من حمو غضبه" [17]. هكذا فإن الله غيور ويحسب عبادة آلهة غريبة جريمة كبرى. في العهد الجديد يُحسب الله الخلط بين مائدة الرب ومائدة الشيَّاطين خطيَّة عظمى إن صح التعبير. "إن ما يذبحه الأمم فإنَّما يذبحونه للشيَّاطين لا لله. فلست أريد أن تكونوا أنتم شركاء الشيَّاطين. لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس شيَّاطين ولا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شيَّاطين. أم نغير الرب؟ ألعلَّنا أقوى منه؟" (1 كو 10: 20-22). سابعًا: يُكافئ الله الذين يرجعون عن هذه الخطيَّة، بكونهم صانعي الحق في عينيه. "لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة يرحمك ويكثرك كما حلف لآبائك. إذا سمعت لصوت الرب إلهك لتحفظ جميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم لتعمل الحق في عيني الرب إلهك" [17-18]. |
|