![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يونان النبي في الصوم يدعونا الله أبناءً له لا يريدنا الله أن نعبده كمُستعبَدين، بل أن نحبّه كأبناء، وكأبناء، نأتي إليه نسأل ونطلب ونقرع بابه: «اسألوا تُعْطَوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتَحْ لكم» (لو 11: 9). إنَّها دعوة مميَّزة لنيل عطايا الآب السماوي مؤيَّدَةً بوعدٍ من فم ابنه الوحيد ربّنا يسوع المسيح، بأنَّ كلّ من يسأل ينال. لقد سمعنا أو قرأنا هذه الكلمات مرّات عدة، أكان في القداس الإلهي، أم في خلوةٍ روحية، أم عند قراءتنا الكتاب المقدَّس. أصبحت تلك الكلمات شائعة، ويمكن أن تفقد تأثيرها ما لم نتعمَّق بحقيقة كلّ ما تعنيه. يتفهّم الربّ يسوع احتياجاتنا ورغباتنا وكلّ ما نريده، فكيف لا نلمس تأكيد يسوع أنَّه يسمعنا نطرق الباب ويرانا ونحن نبحث عنه؟ لا نجد هذه الآيات في مكان واحد في الكتاب المقدّس، إنّما في كلّ صفحة منه. ففي إنجيل القديس يوحنّا مثلًا يقول لنا: «مهما سألتم باسمي فذلك أفعله». ثمَّ يؤكّد ذلك مرّة أخرى: «إن سألتم شيئًا باسمي فإنِّي أفعله» (يو 14: 13- 14)، وأيضًا: «إن ثبتُّم فيَّ وثبتَ كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم» (يو 15: 7). يُظهِر لنا يسوع في هذه الآيات كم هو متشوّق أن نسأله عمّا نرغب به ونتمنَّاه في قلوبنا: «إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملًا» (يو 16: 24). هذه الكلمات فاه بها يسوع لتقوّي إيماننا وتجعله منبعًا للفرح والرجاء والثقة الكاملة بوعوده الإلهية. يعبّر آباؤنا السريان عن الرغبة العميقة والصادقة لدى المؤمنين بقرع باب الربّ وهم ممتلئون ثقةً باستجابته طلباتهم: «باب مَن نقصدُ ونقرع غيرَ بابك يا ربّنا الحنون. فمَن لنا ليشفع بجهلنا غيرُ مراحمك، أيّها الملك الذي يسجد الملوك إكرامًا له». |
|