التقوى في جوهرها هي بناء علاقة وثيقة مع الله. إنها السعي لمعرفته بعمق أكبر، وفهم قلبه، والعيش بما يُرضيه. وكما نقرأ في رسالة بطرس الثانية ١: ٣، "إن قدرة الله الإلهية قد وهبت لنا كل ما نحتاج إليه لحياة تقية، وذلك بمعرفتنا للذي دعانا بمجده وصلاحه".
هذه التقوى ليست شيئًا نحققه من خلال جهودنا وحدها ، بل هي عطية من الله ، تغذيها نعمته وتعاوننا مع الروح القدس. إنه ينطوي على عملية تحول مستمرة ، حيث نصبح تدريجيًا أكثر شبهًا بالمسيح في أفكارنا ومواقفنا وأفعالنا.
عمليًا، تتجلى التقوى في تعاملنا مع الآخرين، وفي تحملنا لمسؤولياتنا، وفي استجابتنا لتحديات الحياة. إنها تعني العيش بنزاهة ورحمة ومحبة، حتى لو كان ذلك صعبًا. وكما يذكرنا الرسول بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاوس ٤: ٨: "لأن الرياضة البدنية لها قيمة، أما التقوى فهي قيمة لكل شيء، إذ تبشر بالحياة الحاضرة والآتية".