![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ورَجَعَ التَّلامِذَةُ الاثنانِ والسَّبعونَ وقالوا فَرِحين: يا ربّ، حتَّى الشَّياطينُ تَخضَعُ لَنا بِاسمِكَ "الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ"، فَتَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّلَامِيذَ اخْتَبَرُوا قُوَّةَ التَّحْرِيرِ مِنْ عُبُودِيَّةِ الشَّيْطَانِ، لاَ بِقُوَّتِهِمِ الشَّخْصِيَّةِ، بَلْ بِقُوَّةِ اسْمِ يَسُوعَ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ السُّلْطَانُ الحَقِيقِيُّ. وَهَذِهِ المَوَاهِبُ الخَارِقَةُ هِيَ فِي حَدِّ ذَاتِهَا عَلاَمَاتٌ عَلَى حُضُورِ مَلَكُوتِ اللهِ وَانْتِصَارِ النُّورِ عَلَى الظُّلْمَةِ. غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ المَوَاهِبَ لاَ تَعْنِي بِالضَّرُورَةِ القَدَاسَةَ الشَّخْصِيَّةَ، فَقَدْ يَتَمَتَّعُ بِهَا إِنْسَانٌ مُنْحَرِفٌ أَوْ خَائِنٌ. وَهَذَا مَا يُعَلِّقُ عَلَيْهِ القِدِّيسُ أَنْطُونِيُوسُ الكَبِيرُ قَائِلًا: "أَلَمْ يَتَمَتَّعْ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ بِهَذِهِ المَوَاهِبِ العَجَائِبِيَّةِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ، هَلَكَ لأَنَّهُ خَانَ الرَّبَّ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي النِّعْمَةِ." وَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ مِعْيَارَ الكَرَامَةِ لاَ يَكْمُنُ فِي المَوْهِبَةِ، بَلْ فِي الأَمَانَةِ وَالإِيمَانِ وَالتَّوْبَةِ المُسْتَمِرَّةِ. أَمَّا عِبَارَةُ "بِاسْمِكَ"، فَهِيَ إِعْلاَنٌ وَاضِحٌ لِلتَّوَاضُعِ، وَنِسْبَةُ كُلِّ المَجْدِ لِلْمَسِيحِ، لأَنَّهُ هُوَ مَصْدَرُ السُّلْطَانِ وَقُوَّةُ العَمَلِ العَجَائِبِيِّ. فَالتَّلَامِيذُ لَمْ يَنْسِبُوا النَّجَاحَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ، بَلْ رَدُّوا المَجْدَ إِلَى صَاحِبِ الرِّسَالَةِ، يَسُوعَ المَسِيحِ، الَّذِي يَعْمَلُ فِيهِمْ وَبِهِمْ. |
|