![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إِرْسَالِيَّةُ الأَنْبِيَاءِ فِي العَهْدِ القَدِيمِ تَفْرِضُ الإِرْسَالِيَّةُ الإِلَهِيَّةُ وُجُودَ نِدَاءٍ أَوْ دَعْوَةٍ مِن قِبَلِ الله. فَاللهُ يَدْعُو، وَالإِنْسَانُ يَسْتَجِيب. وَقَدْ تَجَلَّتْ هذِهِ الإِرْسَالِيَّةُ فِي دَعْوَةِ اللهِ لِلأَنْبِيَاءِ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ مُوسَى، كَمَا جَاءَ عَلَى لِسَانِ الرَّبِّ: "مِن يَومِ خَرَجَ آباؤُكُم مِن أَرضِ مِصرَ إِلى هذا اليَوم، ما زِلتُ أُرسِلُ إِلَيكُم جَميعَ عَبيدِيَ الأَنبِياءَ بِلا مَلَل" (إرميا 7: 25). فَالإِرْسَالُ هُوَ مِحْوَرُ كُلِّ دَعْوَةٍ نُبُوِيَّةٍ، كَمَا فِي قَوْلِ الرَّبِّ لإِرْمِيَا: "فَإِنَّكَ لِكُلِّ ما أُرسِلُكَ لَه تَذهَب، وَكُلَّ ما آمُرُكَ بِه تَقول" (إرميا 1: 7). يُجِيبُ كُلُّ نَبِيٍّ بِحَسَبِ تَكْوِينِهِ الخَاصِّ عَلَى هذِهِ الدَّعْوَةِ، فَنَرَى أَشْعِيَا يُقَدِّمُ نَفْسَهُ بِحَمَاس: "هاءَنَذَا، فَأَرْسِلْنِي!" (أشعيا 6: 8). أَمَّا إِرْمِيَا، فَيَثُورُ بِالاعْتِرَاضِ، لِشُعُورِهِ بِالضَّعْفِ: "آهِ، أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبّ، هاءَنَذَا لا أَعرِفُ أَن أَتَكَلَّم، لأَنِّي وَلَدٌ" (إرميا 1: 6). أمَّا مُوسَى، فَيَطْلُبُ عَلاَمَةً تُثْبِتُ إِرْسَالِيَّتَهُ: "مَن أَنا حَتَّى أَذهَبَ إِلى فِرعَون وأُخرِجَ بَني إِسرائيلَ مِن مِصر؟" (خروج 3: 11). فَالرَّبُّ يُجِيبُهُ وَيُطَمْئِنُهُ: "أَنا أَكونُ مَعَكَ، وَهذِهِ عَلامَةٌ لَكَ..." (خروج 3: 12). وَإِنْ اِسْتَثْنَيْنَا حَالَةَ يُونَان، الَّذِي رَفَضَ دَعْوَتَهُ فِي البِدَايَةِ: "فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلى تَرْشِيشَ مِن وَجهِ الرَّبّ" (يونان 1: 3)، فَسَبَبُ رَفْضِهِ كَانَ اِسْتِنْكَارَهُ خَلاصَ الأُمَمِ، رَافِضًا أَنْ تَتَّسِعَ الرَّحْمَةُ الإِلَهِيَّةُ لِغَيْرِ الشَّعْبِ المُخْتَارِ. فَالأَنْبِيَاءُ هُم مُرْسَلُونَ لِحَثِّ القُلُوبِ عَلَى التَّوْبَةِ، وَإِنْذَارِهَا بِالعُقُوبَاتِ، أَوِ التَّبْشِيرِ بِالوُعُودِ. فَيَرْتَبِطُ دَوْرُهُم بِكَلِمَةِ الله، الَّتِي هُم مُكَلَّفُونَ بِإِعْلَانِهَا وَتَبْلِيغِهَا، وتَارِيخُ الخَلاصِ يَتَحَقَّقُ بِفَضْلِ هذِهِ الإِرْسَالِيَّاتِ المُتَتَالِيَة. |
|