![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() القديس موسى الأسود الشيطان يتجرد لمحاربته بينما كان القديس موسى مداوماً على الصوم والصلاة والتأمل ، منفرداً في قلايته ، مثابراً على الجهاد الروحي ، ممارساً أنواع كثيرة من اماتات الجسد في انسحاق وندم ... لم يحتمل الشيطان أعمال القديس هذه ، فبدأ يقاومه بكل شدة وشراسة .كان موسى في ممارساته النسكية يستعين بقوته الجسدية بوضوح ، إذ كانت هذه القوة تساعده على أنواع كثيرة من النسك المفرط . فابتدأ عدو الخير يعيد إلى ذاكرته كل صور الإثم ، والعادات المرذولة القديمة ، ويزينها له ، ولا سيما شهواته القديمة . اشتدت عليه ضغطة الشيطان ، وفكر الزنا ، حتى أنه كاد أن يترك الحياة النسكية ويرجع إلى العالم ، كما أعترف هو بنفسه بذلك ، حينما رأى ذاته على هذه الحال . ومن ثم أسرع إلى القديس ايسيذوروس وكشف له الأمر ، فقال له أنبا ايسيذوروس " لا تحزن هكذا ، وانت مازلت في بداية الصعوبات ، ولمدة طويلة سوف تأتي رياح التجارب ، وتقلق روحك ، فلا تخف ولا تجزع ، وانت اذا ثابرت على الصوم والسهر واحتقار أباطيل هذا الدهر فسوف تنتصر على شهوات الجسد . واستفاد موسى من هذا الكلام ، ورجع الى قلايته ، ممارساً نسكياته ، مجاهداً بأنواع اماتات كثيرة وأصوام أكثر ، حتى أنه بدأ يأكل مرة واحدة عند غروب الشمس كل يوم قليلاً من الخبز المبلول . لكن وقت نجاته من التجربة لم يكن قد اتى بعد ، فقد ظلت الغرائز الكامنة في جسده متمردة عليه ، ولاسيما في أوقات النوم . وعاد الى معلمه ايسيذوروس يلتمس الارشاد فعرفه أن الجسد والعادات الرديئة يثيران عليه الحروب الهائلة ، تماماً مثل كلب القصاب ( الجزار) ، كلما وجد عظما يأكله فلا يمكن ابعاده وطرده ، ولكن متى أقفل الباب في وجهه ، ولم يجد ما يأكله ، ابتعد من تلقاء نفسه . وهكذا يتصرف الشيطان مع الخطاة الذين يتركون العالم ويتجردون للحياة النسكية ، فأنه لا يبرح قلاليهم ، كلما وجد الفرصة لذلك ولكنه متى جاء ووجد الباب مغلقاً ولى الأدبار . فهكذا ينبغي لنا اقتلاع العادات السيئة من أصولها وغرس عادات حميدة عوضاً عنها . كالصوم والتوبة حتى ينزعا من الجسد آية منافذ يدخل منها عدو الخير . |
|