![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() القديس موسى الأسود سيرة الأنبا موسى الأسود قاطع الطريق التائب تقدم مثلاً حياً لمراحم الله اللانهائية ، وللصلاح الأبوي الدائم ، وللأمل المتجدد للخطاة في كل زمان ومكان .. لا أحد يعرف على وجه التحديد أين ولد ! ..أو ما هي عشيرته ! .. والقليل الذي تحدثنا به الكتب لا يشفي الغليل . البعض يرى أنه ولد سنة ٣٣٠ م بإحدى مقاطعات الحبشة ، مستندين في ذلك الى لقبه " الأسود " والى تعبيرات لباليديوس ، كاتب سير الرهبان ... بينما يرى البعض الآخر أنه لم يكن حبشياً بل كان " نوبياً" ، أي مصرياً من أقصى الجنوب ، وكانت كلمة الأسود أو " الحبشي " تطلق على كل من أسود البشرة مهما كانت جنسيته .. وقد ورد في كتاب بستان الرهبان اعداد الأنبا ابيفانيوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار ما يلي : ١٧٩ - ومرة اخرى انعقد مجمع وأرادوا أن يمتحنوا الأنبا موسى ، فنهروه قائلين : " لماذا يأتي هذا النوبي هكذا ويجلس في وسطنا ؟" فلما سمع هذا الكلام سكت . وعند انصراف المجلس قالوا له : " يا ابانا لماذا لم تضطرب ؟ " فأجابهم قائلاً : " الحق إني اضطربت ، ولكني لم اتكلم شيئاً " . ( س٥ : ٥٧ ج ) ( Abc. Moses 3 ) ويمكن لمن يريد الرجوع للشاهد . أياً كان الأمر ، فالثابت أنه كان عبداً لرجل شريف مقدم لاحدى البلاد . كان موسى يتمتع بقوى جسدية خارقة وطول فارع يجعله أشبه بالمارد ، وكان يتسم بالقسوة ، لا يبالي بقانون أو ناموس ، لا يعرف أخلاقاً او نبلاً ، يشرب الإثم كالماء ، ويصنع الشر حباً في الشر ، وأثناء عمله كعبد كان كثير السرقة ، قبيح التصرف ، ولم يجد الشريف من وسيلة لعلاجه فطرده خارجاً . وما أن وجد موسى نفسه في عرض الطريق ، حتى جمع حوله نفراً من اللصوص تولى قيادتهم وزعامتهم ، وعاث في الأرض فساداً وسلباً ونهباً ، فبلغ صيته الآفاق وصار أسمه يثير الرعب في النفوس . وفي إحدى غزواته ، نبحت كلاب راعٍ وراءه ، فاغتاظ في نفسه وأضمر له الشر ، فلما سمع مرة أن الراعي يرعى على الشاطيء الآخر من النيل ، أسرع فخلع ملابسه ، ووضع سيفه بين فكيه وعبر مياه النيل بسرعة خارقة ، فلما رآه الراعي على هذه الحالة فزع جداً وولى هارباً ، وأختفى بين الحقول . وإذ لم يستطع موسى أن يفتك بالراعي قام فاختار أربعة من أجود الخراف وذبحها ثم ربطها بحبل وقفل راجعاً إلى الشاطيء الآخر ، وهو يسبح جاراً إياها وراؤه ، ولما بلغ الشاطيء سلخها وأكل ما أستطاب من لحمها ثم باع جلودها وأشترى بثمنها نبيذاً ( أي خمر) ، وعاد إلى رفقاؤه اللصوص . هكذا كان يحيا موسى ، معتمداً على قوة ذراعه . ولكن العناية الإلهية كانت تلاحقه في حب وصبر وبدأت النعمة الإلهية تعمل في قلبه بقوة . أما كيفية توبته فلم يتفق عليها المؤرخون ، فقد ذكر كاسيان أنه لما جد الناس في أثره لكثرة الجرائم التي ارتكبها لجأ إلى أحد المناسك محاولاً الإختباء ،وهنا كما يقول شينو ، تقابل ولا شك مع بعض الرهبان الذين حدثوه عن الدينونة الرهيبة مما دفعه للتوبة ، ويرى آخرون ان عمل النعمة أشرق في قلبه عندما سمع البعض يتكلمون عما هو معد للأخيار والأشرار بعد هذه الحياة الدنيا والعقوبات الهائلة التي أعدها الله لمن عاشوا وماتوا ، وهم يتمرغون في وحل الإثم ، ثم المجد العظيم الذي أعده للأبرار الذين أتقوه ، فأثر هذا الكلام في قلبه تأثيراً دفعه الى الإلتجاء الى احد الاديرة تائباً ونادماً على خطاياه . |
![]() |
|