أهالى قصر العينى يخاطبون الرئيس: وامرساااااااااه.. كفانا بهدلة

[Mary Naeem]

أهالى قصر العينى يخاطبون الرئيس: وامرساااااااااه.. كفانا بهدلة

يعانى الرجل الأمرين بسبب القنابل التى تنير ليله ومدرسة ابنه التى أشعلها الثوار



هشام محمد

الصمت يغلف المكان، أطفال فى وداعة الملائكة سابحين فى أحلامهم، نائمين على أسرّتهم، منتظرين شروق شمس يوم جديد يذهبون فيه إلى مدارسهم، يقطع الهدوء دوىٌّ مكتوم فيهب النيام، رائحة عنيفة تهاجمهم فيبدأون بالسعال، صوت إطلاق الرصاص يتصاعد فيسبب لهم حالة من الرعب تسيطر عليهم لا ينجح ذووهم فى احتوائها، فقد بدأت المعركة بين المتظاهرين وقوات الأمن، ويعلمون أنها لن تنتهى حتى مطلع الصباح.
«أنا دفعت ضريبة ثورة يناير وراضى وموافق، بس اللى بيحصل ده حرام»، يقولها هشام محمد عبدالنبى -51 سنة- يسكن بأحد عمائر شارع القصر العينى ويمتلك محلا للأطعمة السريعة بنفس المكان، فالرجل الذى يسهر طوال الليل محاولاً أن يحمى بيته وممتلكاته متذمر إلى أقصى درجة؛ فمطعمه الذى دُمر بالكامل أثناء أحداث ثورة 25 يناير لم يسبب له هذا الضيق الذى يشعر به فى الوقت الحالى، فقد أحس وقتها أنه دفع ضريبة الوطن والحرية، أما ما يراه الآن فهو عبث وفوضى بسبب ضعف الحكومة وفشلها: «ده قانون غابة، الداخلية زى ما هى، والعيال الصغيرة اللى بييجوا هنا سفلة، والرئيس بيبلطج، والحكومة ضعيفة، ومش عارفة تجيب حقوقنا»، مؤكداً أن ما يفعله المتظاهرون الآن لا يمت بأى صلة للثورة، التى قامت من أجل ترسيخ مفهوم العدالة والديمقراطية.
محمود، أحد العاملين بالمطعم، يرى أن غلق الطرق وترويع الآمنين وقطع أرزاق العمال بشارع القصر العينى هى أحد أدلة فشل مرسى فى التعامل مع الأزمة الراهنة: «فيه 16 واحد شغالين فى المحل، منهم 14 متجوزين وعندهم عيال، الناس دى ممكن تاكل إزاى وتعمل إيه؟ إحنا بيوتنا هتتخرب ومش هنلاقى ناكل، والله أنا ابتديت أكفر بالثورة واللى عملوها، مبارك كان أحسن منهم، على الأقل كنا بنلاقى الأكل والشرب والأمان».
أطفاله المرعوبون غير قادرين على الذهاب لمدارسهم، ما يجعل هشام ناقما على ما يفعله الثوار بمحمد محمود وشارع القصر العينى، فابنه الصغير الطالب بالمدرسة الفرنسية لن يكمل دراسته هذا العام، بعد أن استغلت الشرطة المدرسة فى ضرب المتظاهرين، ما أدى إلى حرقها، ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل تجاوزتها حتى وصل التهديد إلى منزله: «ابنى خايف من اللى بيحصل، بحاول أطمنه، لكن هو مش مصدقنى، ضرب القنابل بيغطى على صوتى، إحنا شبعنا بهدلة! أحب أقول للرئيس كلمة واحدة: وامرسااااااااه»!


الوطن