أما أنتم، أيها الأحباء بالرب، فاعرفوا هذا الوقت (أي افهموا طبيعة هذا الزمان)، وكونوا بكل القلب قرباناً لله. إنني بالحقيقة، يا أحبائي بالرب، قد كنبتُ لكم كمَنْ يكتب لأناس ناطقين (أي عقلاء) يمكنهم أن يعرفوا المكتوب (في الأسفار)، لأنني أعلم أن من يعرف المكتوب فإنه يعرف الله، ومَنْ يعرف الله يعرف تدابيره التي يصنعها في خلائقه.
وليكن هذا الكلام واضحاً عندكم، وكما قُلت سابقاً فإنني ما كتبتُ لكم بمحبة جسدانية، بل بمحبة الإله الروحانية، الذي هو ممجَّدٌ في مشورة القديسين. واعلموا في قلوبكم بالذي يطلب من الله لأجلكم (يُشير إلي نفسه) لكي يُلقي الرب يسوع في قلوبكم النار التي ألقاها علي الأرض (لو49:12) لتستطيعوا أن تتدربوا في عزائمكم وحواسكم، وتمَّزوا بين الخير والشر، وبين أهل اليمين والشمال، والتائبين وغير التائبين. ولأن ربنا يعلم بطغيان الشيطان أمر تلاميذه قائلاً لهم: "لا تكنزوا لكم كنوزاً في الأرض" (مت19:6)، وقال أيضاً: "لا تهتموا بالغد، فالغد يهتم بشأنه" (مت34:6).
أقول بالحقيقة، يا إخوتي، إنه في وقت اعتدال الرياح يفتخر كل الملاحين، ولكن إذا حدث تغيير في (اتجاه) الرياح تظهر حينئذ معرفة الملاَّحين المهرة. هكذا تأملوا هذا الوقت الذي نحن فيه كيف هو. وبسبب غموض هذا الكلام، لي كلامٌ كثيرٌ اقوله لكم، لكن القائل يقول: "أعطِ الحكيم فرصة فيزداد حكمةً" (أم9:9).
أهديكم السلام جميعاً من الصغير إلي الكبير في الرب، الذي له المجد إلي أبد الآبدين آمين.