المؤمن يصلب مع المسيح من خلال حياته التي يعيشها على الأرض، ويصلب نفسه فيها عن كل المغريات والمتاهات والتفاهات وعن كل ما يبعده عن الرب، ليغلب، إذ لا غلبة للمؤمن إلاّ بحمل الصليب، ولا انتصار له إلاّ بملحمة الصليب، والسمو براية الحق من جديد تماما كيسوع الفادي الحبيب.
وهكذا تمتد الكنيسة المقدسة بمؤمنيها في القرن الحادي والعشرين، فالتواصل اليوم أيها الإخوة مع ملحمة الصليب الخالدة التي أتمها الرب يسوع لا يصنعه الكلام المنمق المعسول في الفضائيات، ولا المقابلات التلفزيونية المفبركة وما يحكى في الندوات، ولا بيانات الإحتجاج الرنانة والتصريحات،
ولا تمزيق وحدة الكنيسة وجسد يسوع الطاهر إلى طوائف متفرقة وأحزاب متناحرة وتكتلات، ولا الأجساد العارية المقززة تتمايل كالأفاعي الرقطاء إغراءً وعثرة وتشويهاً للمسيحية في الحفلات، ولا التراكض والتزاحم والتنافس على مراكز توزيع الخزّ من مال لا يغني وتفاهة المقتنيات.