الشهداء غوريا وصامونا
ينتمي القدّيسين إلى مدينة الرها. وقد تميّز غوريا وصامونا بالأخلاق الحسنة وأسمى الفضائل. كانت كلمتهما مسموعة في محيطهما. فاستطاعا حضّ المؤمنين على الثبات بمحبّة المسيح واحتمال الاضطهاد. ألقى حاكم الرها القبض عليهما، وبدأ يحاول إقناعهما بأن يكفرا بالمسيح ويقدّما السجود للأوثان، لكنّهما قالا له بكلّ جرأة: «حاشا لنا أن نعبُد آلهة من صنع البشر».
حينئذٍ، غضِبَ الحاكم وأصدر أوامره بتعذيبهما بأبشع الوسائل من دون رحمة. وضعهما في سجن مظلم حيث عرفا طعم الجلد العنيف، ورُبط جسداهما بالحبال وعلِّقا في الفضاء. ومن ثمّ طرحهما في حفرة عميقة ليموتا جوعًا. بقي غوريا وصامونا وسط جميع تلك الآلام صابرَين يصلِّيان ويشكران الله. وحين شعر الحاكم بأنّ في إطالة عذابهما تشجيعًا للآخر، أمر بقطع رأسيهما، وهكذا فازا بإكليل النصر عام 304. وقد صنع الربّ يسوع من خلالهما معجزات عدّة.