منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2025, 08:29 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,334,290

محاكمة صدقيا



محاكمة صدقيا

6 فَأَخَذُوا الْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ وَكَلَّمُوهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. 7 وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ.

فَأَخَذُوا الْمَلِكَ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَة،
وَكَلَّمُوهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. [6]
بعد القبض عليه أُرسل صدقيا إلى رَبْلَة على نهر الـOrontes في سوريا، التي كانت المقر الرسمي لحملة نبوخذناصَّر للغرب. كانت رَبْلَة مركزًا حربيًا لملك بابل، لأنه كان في نفس الوقت يحاصر أورشليم ومدينة صور، فكان تارة يذهب إلى صور، وأخرى إلى أورشليم، ويتردد إلى رَبْلَة التي تتوسط الاثنين، فاتخذها مركزًا له.
وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ،
وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا،
وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ،
وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ. [7]
سُجّلت لنا عقوبته هنا، أما موته فسُجِّل في (حز 12: 12) إلخ.
سجَّلتْ الوثائق القديمة للشرق الأوسط آخر ما رآه صدقيا وهو جزاء غباوته الشريرة: قُتِلَ ابناه المحبوبان لديه بطريقة مرعبة، بقيت هذه الصورة تلازمه حتى موته وهو سجين في بابل (إر 52: 11).
قيَّدوه بسلسلتين، واحدة في يديه، والأخرى في رجليه. والعجيب أن أحدًا من الملوك الأربعة لم يتعظ مما حدث مع سلفه، واستمروا في شرورهم، بل أكمل صدقيا مكيال الإثم حين نقض القَسم الذي حلفه لنبوخذناصَّر. ونلاحظ أن الخطية تفسد حكمة الأشرار، فقرار تمرُّد صدقيا على ملك بابل بعدما حدث ليهوياقيم هو قرار لا يوصف سوى بالغباء. أظهر له ملك بابل بعض الرحمة إذ لم يقتله، بل جعله في السجن إلى يوم موته (إر 34: 5).
لقد سبق أن قدَّم له إرميا النصيحة التالية:
"وكلمت صدقيا ملك يهوذا بكل هذا الكلام قائلاً: ادخلوا أعناقكم تحت نير ملك بابل واخدموه وشعبه واحيوا.
لماذا تموتون: أنت وشعبك بالسيف بالجوع والوبأ، كما تكلم الرب عن الأمة التي لا تخدم ملك بابل؟!
فلا تسمعوا لكلام الأنبياء الذين يكلمونكم، قائلين: لا تخدموا ملك بابل، لأنهم إنما يتنبأون لكم بالكذب.
لأني لم أرسلهم يقول الرب، بل هم يتنبأون باسمي بالكذب، لكي أطردكم، فتهلكوا أنتم والأنبياء الذي يتنبأون لكم" (إر 27: 12-15).
كرَّر إرميا النبي ما قاله لرسل الملوك لصدقيا الملك، حتى بدا كمن هو عميل لبابل وخائن لبلده.
كان من الصعب على أي يهودي خاصة الملك أن يسمع تلك الكلمات: "ادخلوا أعناقكم تحت نير ملك بابل"، فقد عرفوا أن الله إلههم هو المُحَرِّر من نير العبودية، إذ سبق فوعد: "أنا الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر من كونكم لهم عبيدًا، وقطع قيود نيركم وسيركم قيامًا" (لا 26: 13)، فكيف يطلب منهم أن ينحنوا ليُدخلوا أعناقهم تحت نير ملك وثني؟! إنها علامة غضب الله! كانت إحدى اللعنات التي يسقط تحتها الشعب في عصيانه للوصية هي: "تُستعبَد لأعدائك الذين يُرسلهم الرب عليك... فيجعل نير حديد على عنقك حتى يهلكك، يجلب الرب عليك أُمَّة من بعيد من أقصاء الأرض كما يطير النسر، أُمَّة لا تفهم لسانها..." (تث 28: 48-49).
لم يسمع صدقيا له، بل سجنه، لا نعرف المدة التي قضاها إرميا في السجن. وكان مصير الملك السبي (587 ق.م) بعد أن قُتل ابناه أمام عينيه، وفُقأت عيناه (2 مل 25: 1-7).

يُقَدِّم لنا إرميا النبي سبع نبوات نطق بها في أورشليم، أعلنها في مواضع كثيرة (إر 21: 3-7؛ 24: 8-10؛ 25: 8-29)، وقد تحققت حرفيًا كما جاء في (2 مل 25؛ 2 أي 36):
أ. يدفع الله مدينة أورشليم ليد ملك بابل، فيأخذها (إر 32: 4).
ب. لا يفلت صدقيا ملك يهوذا من يد الكلدانيين (إر 32: 4).
ج. بالتأكيد يُدفَع صدقيا ملك يهوذا ليد ملك بابل (إر 32: 4).
د. سيتكلم صدقيا ملك يهوذا مع ملك بابل فمًا لفمٍ، وعيناه تريان عينيه (إر 32: 4).
هـ. يسير بصدقيا إلى بابل (إر 32: 5).
تنبأ حزقيال النبي عن صدقيا أنه لا يرى بابل (حز 12: 13). بالفعل حُمِلَ الملك إلى بابل، لكن إذ فقأوا عينيه في رَبْلَة (2 مل 25: 4-7؛ إر 52: 8، 11) لم يرها.
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[يُعلِنُ أحد الأنبياء: "لا يرى بابل" (حز 12: 13) وآخر يقول: "يسير به إلى بابل" [5] وتبدو النبوة كأنها متناقضة. ولكن الأمر غير ذلك، إذ كلاهما حق، فإنه لا يرى بابل وإن كان يُحمَل إليها... لأنه في اليهودية تُفقأ عيناه، لأنه حيث حنث بالقسم هناك يثبت ذلك عليه وينال العقوبة.
كيف يُحمَل إلى بابل؟ مسبيًا!
فإن العقوبة مضاعفة: حرمان من البصر والسبي[1].]
[لقد خان العهد وحنث بالقسم ولو مع رجلٍ وثنيٍ، لهذا نال عقوبة مضاعفة: السبي مع العمى.
هذا هو ثمر خيانة العهد مع الناس، فكم بالأحرى مع الله؛ إنها تُفقد النفس حريتها والبصيرة الداخلية نورها، فيخضع الإنسان لعبودية داخلية وعمى داخلي.]
v ماذا تظن في نبوخذناصَّر؟ ألم تسمع عنه في الكتاب المقدس كيف كان متعطشًا لسفك الدماء، وحشًا كالأسد[2]؟!
ألم تسمع عنه أنه أخرج إلى النور عظام الملوك من قبورهم (إر 8: 1؛ با 2: 24-25)؟ ألم تسمع أنه حمل الشعب إلى السبي؟
ألم تسمع أنه فقأ عيني الملك بعدما أراه ابنيه يذبحان؟! (2 مل 25: 7).
ألم تسمع أنه كسر الشاروبيم إلى أجزاء؟! لست أقصد الشاروبيم غير المنظورين -هذا ما لا يخطر على الفكر قط يا إنسان- بل الصورتين المنحوتتين على غطاء التابوت الذي في وسطه يتكلم الله بصوته، كما داس تحت قدميه حجاب القدس، وأخذ مذبح البخور، وحمله إلى مذبح الأوثان؟! (2 أي 36: 7) أخذ كل التقدمات، وحرق الهيكل من أساساته!
أية عقوبة شديدة يستحقها هذا من أجل ذبحه الملوك، وحرقه القدس، وسبيه الناس، وحمله الأواني المقدسة إلى بيت الأوثان؟! أما يستحق الموت عشرات الألوف؟!
لقد رأيت تفاقم شروره! تعال لترى محبة الله الحانية! لقد تحوَّل إلى وحشٍ بريٍ، وتأدب بالسكنى في البرية لكي يخلص. لقد صارت له مخالب كالأسد، إذ كان زائرًا على القدس. أكل العشب كالثور، إذ كان بهيمي لا يعرف من الذي أعطاه المملكة. تبلل جسمه بالندى، لأنه رأى النار تنطفئ بالندى ولم يؤمن.
وماذا حدث؟ يقول: [بعد هذا أنا نبوخذناصَّر رفعت عيني إلى السماء... وباركت العلي، وسبحت وحمدت الحي إلى الأبد] (دا 4: 34).
إذ عرف العلي نطق بالحمد لله، وتاب عن فعله. لقد عرف ضعفه، فأعاده الله إلى كرامة ملكه.
ماذا إذن؟ هل عندما اعترف نبوخذناصَّر الذي فعل كل هذه الأعمال ردَّه إلى الملك وغفر له، وأنت عندما تتوب ألا يهبك مغفرة الخطايا وملكوت السماوات، متى عشت في حياة بلا لوم؟!
الرب محب للبشر، مُسرِع إلى المغفرة، لكنه يظهر العقوبة (التأديب)! إذن ليته لا ييأس أحد من خلاصه!
القديس كيرلس الأورشليمي
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هروب الملك صدقيا
صدقيا (11 سنة تمرَّد على بابل)
إرميا النبي | محاكمة صدقيا
صدقيا: أقامه نبوخذنصر
حَنَنْيا أبو صدقيا الأمير


الساعة الآن 10:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025