إن المجد الذي مُجِّد به يسوع وتَمَجَّد به الآب دفع بالعزة الإلهية إلى سكب كامل نعمتها على من سيحملون البُشرى السارة للبشرية جمعاء عملاً بقوله: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم ..." (متى 28: 19).
وقد تصفّى هذا الحب الإلهي لحظة صلاة الرسل وهم مجتمعين، معزولين عن العالم، والعالم معزول عنهم، والصوت السماوي يُدَوِّي كريح شديدة ، وألسنة النار تهبط من السماء مستقرة على كل واحد منهم، والريح والنار هما من علامات حضور الله وفعله الذي ظهر في شخص الرسل فملأهم فرداً فرداً من الروح القدس ، والروح يحيي ويكمِّل، ويعطي الكنيسة أن تتكلم.
والكنيسة قالت وتقول كلمتها. ويا للأسف ، من يسمع؟ والرد على هذا، نختصره بما أورده القديس يوحنا في إنجيله مستشهداً بأشعيا بالقول: " أعمى عيونهم وقسّى قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيَهم" (يوحنا 12: 40؛ متى 13: 15).