عطشت عندما عُلقت على الصليب، وأعطش في الفقراء، حتى أنه بواسطة هذه وتلك، أجذبك إليَّ، وأجعلك محباً للناس من أجل خلاصك.
ولهذا فعلى الرغم منأنك مدين لي لأجل إحسانات لا ُتحصى، إلاّ أنني لا أطلب منك مكافأة كمن هو مديون لي، بل أنني أتوّجك كما لو كنت تمنحني عطايا كثيرة، وأهبك الملكوت عوضاً عن هذه الأمور الصغيرة. لأني أقول لك لا تهبني غنىَّ، رغم أنني صرت فقيراً لأجلك، بل فقط سدّد احتياجي. إنني أطلب فقط خبزاً، وملبساً، وتخفيفاً للجوع. وإن كنت بعد قد أُلقيت في السجن، فإني لا أطلب أن تحل القيود وتخرجني خارجاً، بل أطلب شيئًا واحد، أن تراني وأنا مقيد لأجلك، وحينئذٍ ستَرث ملكوت السموات، لجل هذا العمل فقط، على الرغم من أنني قد حللتك من قيود مرعبة جداً بل هى مرعبة أكثر من غيرها، إلاّ أنه يكفيني فقط أن تراني مُقيداً، إن أردت. إني أستطيع أن أتوجك دون أن تراني هكذا، لكني أُريد أن أكون مديوناً لك. ومن أجل هذا، وعلى الرغم من أنه يمكنني أن أُطعم نفسي، فإنني أجول متسولاً وأقف أمام بابك ماداً يدي. لأني أشتهي أن تطعمني، لأنني أحبك جداً. ولهذا فإنني أشتهي مائدتك، وهذا هو حال الذين يُحبون، وهم يفتخرون بهذا. وحين يجتمع سكان المسكونة (يوم الدينونة)، عندئذٍ سأعترف بك كمنتصر، وعندما يكون الجميع منصتين إليَّ، سأعترف أنك أطعمتني يوماً ما.