لأنه لم يكتفِ بموته وصلبه فقط، بل أنه َقِبل أن يصير فقيراً، وغريباً، ومشرداً، وعرياًنا، ومسجوًنا، ويحتمل الآلام لكي يجذبك إليه، حتى ولو بهذه الطريقة. لأنه إن لم تبادلني العرفان بالجميل، لأني عانيت شيئًا من أجلك، قدم لي رحمة بسبب فقري، وإن لم تُرد أن ترحمنى لأجل احتياجي أو فقري، فلتتحرك مشاعرك لأجل آلامي، ترفق بي لأجل سجني. وإن لم يجعلك كل هذا محباً للناس، اقبل المطلب الزهيد. لأنني لا أطلب شيئًا مُكلِف أو كثير النفقات، إني أطلب خبزاً، ومسكًنا، وكلمة مُعزية. لكن إن كنت بعد كل هذا لا تزال قاسياً، فعلى الأقل لأجل ملكوت السموات يجب أن تكون أفضل، ولو لأجل المجازاة التي وُعدتَ بها. فهل لديك كلمة تقولها عن هذه هذه الأمور؟!
ليتك تترفق على الأقل أمام الطبيعة البشرية ذاتها، لأنك تراني عرياًنا، وتذكّر ذلك العري الذي حدث فوق الصليب من أجلك. وإن كنت لا تريد أن تتذكر ذلك، فعلى الأقل تذكّر عُرييّ في الفقراء.