![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ارتفع فيما تلاميذه ينظرون نحوه؛ في اليوم الأربعين بعد أحد القيامة، فأخذته سحابة عن أعينهم، تلك هي صورة صعوده المنظورة... ففي البستان سقط آدم؛ وفي بستان كانت القيامة؛ وفي بستان الزيتون صار الصعود؛ ليلتقي الآدَمَان؛ الأول والثاني؛ وتتطابق الصورة... الأول اختبأ؛ أمّا الثاني صعد علانية أمام أعين الجميع؛ وارتفع ليُلاشي خزي وسقوط الأول؛ وليرفع بنيه إلى العلا، صعد للسماء حيث كرسيه ومسكنه المستعد، وقوته في كل مكان معظمة. طلّ من العلو وأشرق من العمق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت؛ فإستضاءت الخليقة كلها وتهللت بمجيئه... سكب عسلاً حلوًا على الأرض؛ عندما كان يجُول يصنع خيرًا، ووضع على نفسه إثم العالم كله؛ ليأتي بالعتق للمستعبدين... رش المصالحة والرحمة والتحنن على جبلته التي صنعتها يداه. أتى إلينا على الأرض؛ ثم نزل إلى ما تحت الأرض إلى الجحيم ليصالح العمق مع العلو... قيّد القوي وغلبه وربطه وفتش خزائنه؛ وإسترد ما نهبه؛ ثم رجع لعلو أبيه منطلقًا من جبل الزيتون؛ سر المسحة المقدسة، فمن الزيتون يكون سر المسحة، ومنه صعد ليبارك برشمه الإلهي الأرض كلها؛ وليقتلع منها شوكة الموت؛ بعد أن كانت ملعونة من قبل... بسط يديه بالبركة الأخيرة وبارك خليقته؛ ثم ارتفع بالمجد أمام عروسه (كنيسته) ليجذبها وراءه فتجري؛ وليرسل لها غناه وخزانة أبيه. إجتاز السموات؛ فتعجبت الطغمات لقدومه وصرخوا "مَن ذا الآتي من أدوم" (إش ١:٦٣) أي من الأرض؛ لكن الأبواب إنفتحت إكرامًا للممجد؛ سيد الكل؛ الذي رفع نفسه قربانًا لله أبيه؛ كباكورة وبدء... وفيه نظهر أمام الآب؛ وننال البراءة؛ وفيه نحن جميعًا كائنون؛ على قدر ما أظهر نفسه كإنسان... لقد رُؤي على أجنحة الريح مع سحب السماء؛ عندما أتى وجاء إلى الآب وتقدم قدامه، وأُعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا أبديًا لا يزول ولا ينقرض ولا يتزعزع... أخذته سحابة حضرة مجده؛ الذي يُخفي اللاهوت؛ الذي يُعمي العينين؛ فلا ترى سوى ضبابًا وسحابًا؛ لكنها سحابة ملوكية مشرقة لامعة ولاغية لجاذبية الأرض... إنه إن شاء ظهر؛ وإن شاء اختفىَ... صعد على سحاب المجد؛ وسيأتي على سحاب المجد؛ لتنظره كل عين والذين طعنوه أيضًا؛ فقد دُفع إليه كل سلطان؛ ولن يكون لملكه انقضاء. |
![]() |
|