في أعمال القديس أغسطينوس لتصحيح أفكار الدوناتست Donatists أوضح أن الملك أو الحاكم يعبد الرب بمخافة (مز 2: 1-2، 10-11) بطريقين: أولاً كإنسانٍ مؤمنٍ يعبد الرب بمخافة بحياته الإيمانية العملية. ومنجانبٍ آخر بكونه ملكًا يعبد الرب بإصداره شرائع تأمر بالسلوك بالبرّ، وتعاقب من يفعل ضد ذلك، هكذا سلك حزقيا كملكٍ تقيٍ، فأزال المرتفعات وأباد الأصنام:
v خرَّب الملك حزقيا الخارج من نسل داود تلك المرتفعات، يصحب ذلك شهادة عن مدحه العظيم.
v يخدم الملك الله بطريقة بكونه إنسانًا، وبطريقة أخرى بكونه ملكًا. يخدمه كإنسانٍ بأن يحيا بالإيمان، ويخدمه كملكٍ إذ يمارس السلطة الضرورية لإصدار قوانين تأمر بالصلاح وتمنع ما يضاد ذلك. هكذا حزقيا خدمه بإبادة أماكن الأصنام وهياكلها والمرتفعات التي أقيمت على خلاف وصايا الله [4]. وهكذا خدمه يوشيا بممارسته ذات الأفعال (2 مل 23: 4-5). هكذا خدم ملك نينوى بإلزام كل المدينة أن ترضي الرب.
v حتى حزقيا خدم الرب بتحطيمه بساتين الأوثان ومعابدها، والمرتفعات التي أُقيمت بانتهاك وصايا الله [4]. وأيضًا يوشيا خدمه بقيامه بنفس العمل بدوره. وأيضًا ملك نينوى خدمه بإلزام كل شعب مدينته أن يفعلوا ما يسُر الرب (يون 3: 6-9). وداريوس خدمه بأن سلَّم التمثال لدانيال ليُحَطِّمه (دانيال والتنِّين 42) (تتمة دانيال 14: 42) ونبوخذناصر خدمه... بإصداره تشريع رهيب يمنع أي من الخاضعين له أن يُجَدِّف على الله (دا 3: 29).
بهذه الوسيلة يمكن للملوك أن يخدموا الرب بكونهم ملوكًا، عندما يمارسون في خدمتهم ما لا يمكنهم القيام به لو كانوا ليسوا ملوكًا.