![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() نتقدم على هذا الرسم إلى هذه الذبيحة الإلهية التي تشتهي الملائكة أن تراها، التي ليس دم الناموس حولها ولا بِرّ الجسد، ذبيحة الجسد المقدس والدم الكريم الذين لعمانوئيل إلهنا والذين لخلاصنا، الجمرة الحقيقية الروحانية السرية، والصعيدة السمائية العظيمة العقلية الكريمة المباركة المُحيية المَخفية منذ الدهور والأجيال التي من الجنب الإلهي غير الدنس، الذبيحة المخوفة المعقولة المقدسة المكرمة الناطقة٬ شجرة الحياة غير الجسمية وغير الدموية٬ وغير المرئية من المرئيين، موهبة النعمة السرائرية الروحانية التي أعدها لنا الله وهيأها٬ لتكون لنا موضع خضرة وكأسًا مُروية وترياقًا للخلاص ومَصل الخلود، مُنعشة فائضة ومترعة للفرح السري العجيب والأبدي. إنها سر اللاهوت، سر جميع الأسرار الذي كل من يشترك فيه ينال إيمانًا بغير فحص ورجاءًا ثابتًا وصبرًا كاملاً ونِيَّة مملوءة دالة وشفتين غيرساقطتين وعافية وفرحًا وعدم فساد وغفرانًا للخطايا والآثام والجهالات والسيئات والزلات، ينال نعمة ودالة أمام المنبر المخوف، وننال النجاة من الأعمال غير النافعة ومن أفكارها وحركاتها ومناظرها ومجسّاتها... تُبطِل وتطرد المجرِّب وتنتهر حركاته المغروسة فينا٬ وتقطع عنا لذات الجهل والأسباب التي تسوقنا إلى الخطية، فنهرب إلى التمام من كل أمر رديء، ونصير شركاء في خلافة المسيح، جسدًا وروحًا واحدًا، مملوئين من الروح القدس ومن شركة الحياة الأبدية نائلين نصيب ميراث القديسين. |
|