![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أُسَبِّحُ الرَّبَّ فِي حَيَاتِي. وَأُرَنِّمُ لإِلَهِي مَا دُمْتُ مَوْجُودًا [2]. جاءت كلمة "يهوه" أو "الرب" ثلاث مرات في الآيتين 1 و2، وذلك كما تكررت ثلاث مرات في البركة الخاصة بالكهنة (عد 6: 24-26)، حيث يُقدم التسبيح للثالوث القدوس، ويقوم الثالوث بتقديم البركة للشعب كما للمؤمن. إن كان المسيح هو حياتنا، فإننا إذ نلتصق به ونقتنيه في أعماقنا نتمتع بالحياة، وتمتلئ نفوسنا فرحًا، فتسبح في كل حين! إذ ننشغل بالخطية ونلتصق بها نُحسب أمواتًا وغير موجودين، فلن نستطيع التسبيح حتى وإن رددت أفواهنا وألسنتنا كلمات التسبيح! * تجمع (النفس) ذاتها كما في حالة صحية، وتقول: "سبحي يا نفسي الرب"... وعندئذ إذ انحدرت وصارت عاجزة عن القيام كما يجب تجيب العقل: "أسبح الرب في حياتي". ماذا يعني "في حياتي"؟ لأنني الآن أنا في موتي...! تجيبك نفسك قائلة، أسبح قدر ما استطيع، فإني هزيلة وفقيرة وضعيفة. لماذا؟ "ونحن مستوطنون في الجسد، فنحن متغربون عن الرب" (2 كو 5: 6). "في حياتي"... إن كان الالتصاق به هو حياة، فإن التغرب عنه موت. ولكن ماذا يريحكم؟ الرجاء! الآن تعيشون في الرجاء، وفي الرجاء تسبحون، في الرجاء تغنون. موتكم نابع عن حزن هذه الحياة. إنكم تحيون في رجاء الحياة العتيدة. وكيف ستسبحون الرب؟ "أرنم لإلهي مادمت موجودًا[3]". القديس أغسطينوس * لاحظوا أن النفس تشبع ذاتها بغيرة، وتستجيب لهذا الحث الصادر عنها. ماذا تقول؟ إنها تقول لي: "إنني سأسبح الرب في حياتي. الآن لا استطيع أن أسبح، فإنني تحت ضغط الخطايا. عندما أحاول أن افتح شفتيّ للتسبيح لله، الشعور بخطاياي يختم عليهما ويغلقهما. "سأسبح الرب في حياتي". بحقٍ يقول المرتل: "سأسبح" وليس "أسبح". عندما أكون مع ربي، عندئذ أسبحه في حياتي. الآن أنا في الموت؛ لا استطيع أن أتفوه بالتسبيح. في حياتي سأسبح. حياتي هي المسيح. لنسبح الرب في الحياة... عندما نتمم أعمال البرّ، نكون أحياء، وعندما نخطئ نكف عن ذلك. القديس جيروم * الآن - كما أشير على الدوام - يشير إلى التسبيح بالأعمال (في حياتي)، وذلك كما يقول المسيح: "فليضئ نوركم قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16). وبولس بدوره يقول: "مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم" (1 كو 6: 20). وكما قال (المرتل) في المزمور السابق: "في كل يوم أسبحك" (مز 145: 2)، هكذا يقول هنا: "أرنم لإلهي مادمت حيًا". القديس يوحنا الذهبي الفم |
|