![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ الله هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ، وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ. [15] إذ زال البرص من نعمان، أمكن لأليشع أن يستقبله، وقف نعمان أمامه كإنسانٍ لمس محبة الله وقدرته، ويعلن إيمانه به. كان لكل بلدٍ آلهته، لها حدودها، لكن نعمان أدرك أن إله إسرائيل هو الإله الحقيقي وحده في الأرض كلها. تواضع نعمان أمام هذا الإله الحي القدير ووثق فيه وحده. ظهر سمو أخلاقه بأنه وإن فرح بشفائه لم يسرع للعودة إلى بلده، إنما رجع إلى النبي يشكره، وذلك كما فعل الأبرص السامري الذي طهَّره ربنا يسوع، إذ رجع يُمجِّد الله، مع أن التسعة الباقين وهم من شعب الله القديم لم يرجعوا إليه (لو 17: 12-19). حسب نعمان أن الاغتسال في نهرٍ صغيرٍ كالأردن إهانة واحتقارًا لمركزه. كان عليه أن يتواضع ويطيع، فيجد السيد المسيح نفسه غاسل كل الخطايا يعتمد في هذا النهر، ويرى السماء المفتوحة، وتجلِّي الروح القدس. كان لابد لنعمان أن يُدرِك أن طرق الله غير طرق البشر، وأن الله يريدنا أن نطيعه أكثر من أن نُقدِّم تقدمات كثيرة، وأن يستخدم أية وسيلة للعطاء، وبقليلٍ أو كثيرٍ قادر أن يخلص. كان نعمان إنسانًا شاكرًا، رجع إلى أليشع النبي لكي يشكره. وكان في رجوعه تعب وخسارة، لأنه لو انطلق من الأردن إلى دمشق لاختصر من الطريق حوالي 30 ميلاً، وكان يمكنه أن يبعث للنبي رسولاً برسالة يشكره فيها. حقًا لقد شُفِي جسديًا وروحيًا. يقول القديس يوحنا الذهبي الفمعن ذبيحة الشكر حتى في وسط الألم كما فعل أيوب البار، فيقول: [إنه لأمر عظيم إن استطعنا أن نُقدِّم الشكر بفرحٍ عظيمٍ. لكن تقديم الشكر عن خوفٍ شيء، وتقديم الشكر أثناء الحزن شيء آخر. هذا ما فعله أيوب عندما شكر الله... لا يقل أحد إنه لم يحزن على ما حلَّ به أو أنه لم يتأثر به في أعماقه. لا تنزع عنه المديح العظيم لبرِّه... يؤذينا الشيطان لا لكي يسحب ما لنا ويتركنا معدومين، وإنما لأنه عندما يحدث هذا يُلزِمنا أن نجدف على الله.] [تُوِّج أيوب وصار مشهورًا، ليس لأنه لم يهتز بالرغم من التجارب غير المحصاة التي أحدقت به، وبالرغم من مقاومة زوجته له، وإنما استمر في شكره للرب على كل حال ليس عندما كان غنيًا فقط، وإنما عند صار فقيرًا أيضًا، ليس عندما كان في صحة، بل وعندما ضُرب جسمه (بالقروح) أيضًا، ليس عندما حلت به هذه الأمور ببطءٍ، وإنما عندما حلت به عاصفة عنيفة، حلت ببيته كما بشخصه بالكامل أيضًا.] v اغتسل نعمان، فهرب برصه، وتعافَى جسده، واقتنى جسمًا جديدًا يشبه جسم الصبي. حين سمع الكلمة احتقرها لكونها ناقصة، ولما تحققت خاف من العجب بسبب عظمته. قامت هذه القدرة العظيمة التي رافقت النبوة في النهر، وتعافَى الجسم الذي كان فاسدًا. القدرة الخالقة التي أنجزت العالم في سبعة أيام، غيّرت الجسم بسباحة نعمان سبع مرات. تعافى جسمه، وخاف من العجب، وفرح قلبه، وامتلأت نفسه بإيمان الله. هرب برصه، وهربت الشكوك من فكره، ورأى العجب، فتحرَّك ليُسبِّح بسبب الأعجوبة. عاد فرحًا إلى باب رجل الله ليُسبَح، لأجل الأعجوبة العُظمَى التي شاهدها. اعترف بأنه لا يوجد إله في كل الأرض إلا في إسرائيل، وله يسجد. هذا هو الذي أقام العالم في سبعة أيام، وهو صاحب سلطان على الخلائق ليُغيِّرَها. القديس مار يعقوب السروجي |
|