منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 04 - 2025, 10:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

أليشع يؤكد النصرة


أليشع يؤكد النصرة

13 فَقَالَ أَلِيشَعُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «مَا لِي وَلَكَ! اذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ». فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «كَلاَّ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ». 14 فَقَالَ أَلِيشَعُ: «حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، لَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلاَ أَرَاكَ. 15 وَالآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ». وَلَمَّا ضَرَبَ الْعَوَّادُ بِالْعُودِ كَانَتْ عَلَيْهِ يَدُ الرَّبِّ، 16 فَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اجْعَلُوا هذَا الْوَادِيَ جِبَابًا جِبَابًا. 17 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَرَوْنَ رِيحًا وَلاَ تَرَوْنَ مَطَرًا وَهذَا الْوَادِي يَمْتَلِئُ مَاءً، فَتَشْرَبُونَ أَنْتُمْ وَمَاشِيَتُكُمْ وَبَهَائِمُكُمْ. 18 وَذلِكَ يَسِيرٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَيَدْفَعُ مُوآبَ إِلَى أَيْدِيكُمْ. 19 فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ، وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ، وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ، وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ، وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ». 20 وَفِي الصَّبَاحِ عِنْدَ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ إِذَا مِيَاهٌ آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ أَدُومَ، فَامْتَلأَتِ الأَرْضُ مَاءً.

فَقَالَ أليشع لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: مَا لِي وَلَكَ!
اذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ.
فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: كَلاَّ.
لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ. [13]
تحدث أليشع بأسلوبٍ قاسٍ عن ملوك إسرائيل الأشرار الذين كانوا يستشيرون البعل (2 مل 1: 2-3).
"ما لي ولك": تحدث أليشع النبي مع يهورام ملك إسرائيل الشرير بشجاعة. واضح من الحديث أن يهورام وإن كان قد أزال تمثال البعل لكنه لم يبد عبادة البعل. لقد أعلن الملك أنه لن يذهب إلى أنبياء البعل، إذ لم يكن يثق فيهم وأن عبادته للبعل لم تكن من قلبه، وإنما لتحقيق مآربه السياسية.


فَقَالَ أليشع: حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ،
إِنَّهُ لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يهوشافاط مَلِكِ يَهُوذَا،
لَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلاَ أَرَاكَ. [14]
"حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه": استخدم أليشع النبي ذات أسلوب أبيه إيليا النبي (1 مل 17: 1).
بقوة وصراحة قال ليهورام: "لما كنت أنظر إليك ولا أراك"، فقد كرس يهورام قلبه وحياته لحساب البعل، ولم يكن لله نصيب فيه، أما يهوشافاط فارتبط بالله وتأهل لقبول نعمته الإلهية.
من أجل عبده داود، كان لا يزال يوجد سراج لله في يهوذا، يهوشافاط ملك يهوذا.أخطأ هذا الملك بتحالفه مع يهورام بن أخآب ملك إسرائيل الشرير، ومع هذا عندما طلبا أليشع النبي، قبل الدعوة من أجل يهوشافاط.
كان يهوشافاط كاملاً، تقيًا يخاف الرب، لكن الرب انتهره على خطية اتحاده مع الأشرار (2 أي 1:19-3؛ 37:20)، لكنه لم يترك الرب ولم يسجد للأوثان. لقد انتفع الأشرار بوجود بارٍ في وسطهم، غير أن هذا سبَّب له متاعب كثيرة.
vاعترض النبي ووبخ بعنف يهورام، لكنه كان مسرورًا بيهوشافاط، وقدَّم له رجاء في الخلاص. في نفس الوقت وعد بأنه خلال تدخله (وساطته) هو ورفقائه تتحقق النصرة خلال وكالة الرب.
القديس مار أفرام السرياني
وَالآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ.
وَلَمَّا ضَرَبَ الْعَوَّادُ بِالْعُودِ، كَانَتْ عَلَيْهِ يَدُ الرَّبِّ. [15]
طلب النبي عوّادا يضرب قطعة موسيقية، غالبًا ما كانت لتسبحة أو ترنيمة. في هذا الجو الموسيقي الهادئ ينتزع جو القلق والاضطراب، فيعلن الله إرادته له. هذا يساعد في العبادة، ويُعد القلب لسماع صوت الله.
الموسيقى وصوت التسبيح والترنيم يساعد المؤمن في العبادة، ويُعد قلبه للاستماع لكلمة الله. كان داود يضرب بالعود لأجل شاول (1 صم 16: 23)، وكان أنبياء العهد القديم يستخدمون الترنيم بآلات موسيقية.


vيشير الكتاب المقدس إلى آلة موسيقية تعطي صوتًا، أو عودًا (قيثارة) كما جاء في العبرية، وذلك لتقديم تشكرات لصوت الموسيقى الذي يجعل كل الجنود يجتمعون لإبادة أعدائهم. هنا توجد شهادة لكلمات أليشع. بهذا عندما تتم المعجزة لا يستطيعون أن ينسبوها للبعل أو الأصنام التي يتعبَّدون لها. بالحقيقة كان الجيش يضم أعدادًا ضخمة من عابدي الأوثان.
vعزف العوّاد، وفاضت المياه في قاع المجاري.
خلال هذا الرمز أشار إلى صوت المسيح بطريقة لائقة، إذ حفظ قيثارة الروح على الصليب. حقًا لقد صرخ ربنا مرتين وأسلم روحه بصراخ (مت 27: 46-50؛ مر 15: 34-37).
في الحال مجَّد قائد المئة الأممي الرب (مت 27: 54؛ مر 15: 39)، بهذا صار اهتداء الأمم واضحًا بصفة خاصة.
بعد أن أكمل المسيح على خشبة الصليب المجد الجديد، انفتحت للحال الينابيع، وفاضت أنهار المياه الحيّة على شعوب الأمم، الذين رُمز لهم بالوادي. وذلك كما قال يسوع قبل آلامه: من يؤمن بي فليشرب. وكما قالت الكتب "تجري من بطنه أنهار ماء حيّ" (يو 7: 38).
بهذا تتحقق كلمة النبي الذي يعزف على القيثارة للأمم باسم الرب (مز 108: 3).
القديس أفرام السرياني
فَقَالَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ:
اجْعَلُوا هَذَا الْوَادِيَ جبابًا جبابًا. [16]
الجباب جمع "جب" يستخدم لحفظ المياه. وقد جاءت الوصية هنا أن يجعلوا جبابًا في الوادي، أي يعلنوا إيمانهم عمليًا بتوقع فيض المياه الساقطة من الجبال، حيث تسقط الأمطار بعيدًا، وتجري إليهم من الجبال إلى الوادي الذي هم حالين فيه.
عملوا جبابًا في أرض يابسة قبل ظهور أية بوادر للمطر، هكذا بالإيمان نصدق مواعيد الله، ونعمل في يقين بتحقيقها.
طلب الله منهم أن يعملوا جبابًا لحفظ الماء، فلا يكتفوا بشرب الماء، إنما يحرصوا على حفظ ما يتبقى من ماء، وذلك كما طلب ربنا يسوع: "اجمعوا الكسر"!
لعلهم دهشوا لقوله: "جبابًا، جبابًا"، فإنه ليس ماء، ولا ما يدل على سقوط أمطار، ولم يكن الوقت شتاء، حيث المطر لا يسقط في الصيف في الشرق الأوسط.
يريد الله أن يعمل، فيُقدِّم إله المستحيلات ما هو مستحيل بالنسبة لنا. يطلب منا أن نعمل قدر إمكانياتنا بالرغم من أن عطيته مجانية، وليس ثمنًا أو مكافأة لاستحقاقنا. إن كان الله يرسل ماءً دون رياح أو أمطار على الوادي، هذه المياه تملأ الوادي، إنما يلتزم الملوك أن يحفروا جبابًا تمتلئ ماء لتشرب الجيوش وكل حيواناتهم.
لماذا طلب الرب أن يحفروا في الوادي جبابًا؟
1. بلا شك كان عدد المحاربين في الجيوش الثلاثة ضخمًا جدًا. وكان اجتماعهم معًا فرصة لكي يتمجد الله وسط هذه الأعداد، لأن قادة جيش إسرائيل والجنود إن لم يكن جميعهم فأغلبهم كانوا من عبدة البعل، وكل جيش أدوم يعبدون الأوثان. فحفر الجباب قبل ظهور أية بوادر للمطر تجعل الكل يتساءلون ما هذا الذي نفعله.
الإنسان الظمآن يود ألا يرهق نفسه بالعمل حتى لا يزداد ظمأه. لكن الملوك الثلاثة أصدروا الأمر بحفر الجباب، وربما ظن الكثيرون أن هذا العمل يحمل نوعًا من الغباء. فإذ امتلأت الجباب ماءً دون رياح ولا أمطار، ما كان يمكن لأحدهم أن ينكر عمل الله الحيّ، الذي يستحيل على الأوثان تحقيقه.
كما طلب أليشع عوادًا ليُسَبِّح الله علانية أمام الجيوش الثلاثة، هكذا تحرَّكتْ الجيوش الثلاثة لحفر الجباب.
2. كان يكفي أن يطلب الله أن يضعوا أواني المياه في الطل فتمتلئ ماءً، لكن الله يريد أن يعطينا أكثر مما نسأل وفوق ما تحتاج.
3. طلب حفر الجباب يكشف عن تكريمه للإنسان، فذاك الذي يملأ الجباب ماءً دون رياح أو أمطار، أما كان قادرًا أن يُرسل سحابًا تمطر عليهم، فيرتوون هم وحيواناتهم. لكنه أراد لهم أن يعملوا القليل حسب إمكانياتهم، وهو يقوم بالمستحيلات.
يؤكد القديس يوحنا الذهبي الفم دور المؤمن العملي، ويهبه الله ما هو فائق للطبيعة.
v"ليس للإنسان طريقه" (إر 10: 23). لا يقف (النبي) عند هذا، إنما يضيف: "لَيْسَ لإِنْسَانٍ... أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ".
الآن ما يعنيه هو ما يلي: "ليس كل شيءٍ يتوقف علينا. بعض الأمور تعتمد علينا، والبعض على الله. بمعنى اختيار الأفضل، وأخذ القرار، وإظهار الغيرة واحتمال كل متاعب يتحقق بناء على نيّتنا، بينما بلوغ هذه إلى النتيجة المطلوبة، وحفظنا من الانحراف نحو الخطأ، وبلوغ هدف الأعمال الفاضلة تتحقق بنعمةٍ من فوق.
كما ترون، الله هو الذي يمنحنا الفضيلة، دون أن يترك كل شيءٍ حتى لا ننحرف في غباوتنا، ولا يأخذ كل شيء بطريقة ننحرف إلى اللامبالاة. مع هذا الجانب البسيط لمسعانا، يقوم بنفسه بالجانب الأكبر.
في الواقع إن كان كل شيءٍ يتوقف علينا، يتشامخ البعض فيسقطون. لننصت لقول الفريسي (لو 18: 10-14)، أي تشامخ بلغ إليه، كيف تباهى، حاسبًا رأسه أكبر من العالم كله.
لذلك عوض أن يكون كل شيء يعتمد علينا، ترك القليل لنا، لتوجد حجة أن نكلل بحقٍ.
لقد أشار في المثل الذي فيه قال إنه وجد أناسًا في الساعة الحادية عشرة وأرسلهم إلى الحقل للعمل (مت 20: 6-7). لكن أي عمل يقدر أن يتمموه في الساعة الحادية عشرة، لا شيء! فإنه حتى الوقت القصير كان كافيًا ليعطيهم الله المكافأة كاملة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ:
لاَ تَرُونَ رِيحاً، وَلاَ تَرُونَ مَطَراً،
وَهَذَا الْوَادِي يَمْتَلِئُ مَاءً،
فَتَشْرَبُونَ أَنْتُمْ وَمَاشِيَتُكُمْ وَبَهَائِمُكُمْ. [17]
إذ يعلنون إيمانهم بنوال بركة الرب خلال المياه الموهوبة لهم، ولم يكن الوقت موسمًا للمطر، إذ غالباً ما تسقط الأمطار في منطقة الشرق الأوسط في الشتاء، وليس في الصيف كما في مناطقٍ أخرى، حتى أن سقوط المطر في الإسكندرية يقال عنه بالعامية "الدنيا بتشتي".
لم يكن لدى أليشع النبي ذهب أو فضة أو ثروات أو جيوش، لكنه كان غنيًا بالله الذي يُشبع كل احتياجاته واحتياجات من يطلب عنهم. وقف الملوك الثلاثة وقادة جيوشهم يتوسلون إليه، ليسد نقائصهم. إنه بالله أغنى من كل الملوك.
vأيها المتميز اُنظر إلى عظائمه، كم هي عديدة، ومنها تتعرف على سلطانه الذي لا يُحد.
ثلاثة ملوك طالبوه بالماء ليسقيهم، وكما طُلب منه استطاع أن يعطي بفيضٍ.
حدث عطش عظيم حلَّ بالملوك والجيوش، فوجههم إلى أليشع حتى يتوسلوا إليه.
كان الإلهي غنيًا، لأن غناه حقيقي، وملوك الأرض وطئوا عتبته مثل المساكين.
بسبب الحاجة أتى قادة العساكر والأسياد إلى بابه ليسدّ احتياجاتهم.
فقرُ هذا العالم مملوء بالغنى، كما أن غناه هو فقر بالنسبة للمتميزين.
لم يكن لذاك الغني ذهب وفضة ولا مقتنيات ولا مبانٍ في هذا العالم.
لكن كان يملك شفاء المياه عندما تفسد، ويشفي الينابيع المعلولة إن طلبوا منه.
ويمنع الموتَ، ويعطي الحياة للبشر، ويأمر حيوانات الغابة للقيام بمهماته.
يصنع المستنقعات في الأرض العطشانة للجنود، ويبدل الماء إلى زيت حيث لزم.
ويعطي للعواقر أبناء من أحشائهن، ولو لزم يحيي الميت بتضرعه.
ويُحلِّي المرارة عندما تصادفه، ويكثّر الخبزَ القليل بنبوته.
ويطهر برص الأجسام لو يصادفه، ويرى بعين النبوة كل الخفايا.
ويُلبِس البرص من يسرق ويكذب عليه، ويغرق الخشب في النهر بخلاف العادة.
ويجعل الحديدَ يطفو فوق الماء بخلاف الطبيعة، ويرى بالروح كمائن الملوك ويفضحهم.
ويصلي ويفتح العيون المغلقة، وتسير معه خيول النار حيثما يمشي.
ويغلق عيون أعداء بيت الله، ويرى من بعيد كل الأفعال كما لو كانت عن قُربٍ.
ويهزم الجند بصوت السلاح بدون معركة، ويعطي الشبع للمدن بنبوته.
ويُضعِف بكلمته جبابرة الملوك، ويظهر بالإعلانات أسرار المستقبل.
ويكشف للملوك موتهم عندما يمرضون، ويتنبأ مَن سيملك قبل أن يملك.
ويمسح الملوكَ ليقوموا بجبروت، ويعطي القوة للجبابرة في معاركهم.
(ولو) طلبوا منه الحياة للميت إن اقترب منه، يُظهر قوته بكل ثروات روحية.
القديس مار يعقوب السروجي
وَذَلِكَ يَسِيرٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ،
فَيَدْفَعُ مُوآبَ إِلَى أَيْدِيكُمْ. [18]
بعد نوال بركة امتلاء الجباب بالماء بغزارة وبدون حدوث أمطار ومتاعب، ينالون البركة الثانية، وهي هزيمة موآب على أيديهم. حقًا إن الغير مستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله (لو 1: 37؛ لو 18: 27)، إنه إله المستحيلات. وكما يقول السيد المسيح نفسه: "عند الله كل شيء مستطاع" (مت 19: 26؛ مر 10: 27).
إن كان الله اهتم بالجيوش الثلاثة؛ ربما كان الأغلبية متعبدة للبعل أو غيره من الأصنام، فقدَّم لهم ماءً بدون نزول مطر، واهتم بنصرتهم على موآب دون الدخول في معركة حربية، كم بالأكثر يهبنا أن نتمتع بعمل روحه القدوس، فتفيض في داخلنا ينابيع مياه، ويُقدِّم لنا نصرة على إبليس وكل قواته.
ما نظنه مستحيلاً في حياتنا الروحية يهبه لنا مسيحنا مجَّانًا وبفيضٍ، هكذا حتى في تنفيذ الوصية الإلهية التي تبدو لنا مستحيلة نجدها سهلة، بل عذبة ومفرحة.
v [ما هو مستحيل لدى البشر ممكن لدى الله] (مر 10: 27). هذا ما نتعلَّمه من المشورة التي قدَّمها الرسول لتيموثاوس: "أوْصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينيّة الغِنى، بل على الله الحيّ الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتُّع، وأن يصنعوا صلاحًا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدّخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الحقيقيَّة (الأبديَّة)" (1 تي 6: 17-20).
القديس جيروم
فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ،
وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ،
وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ،
وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ،
وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ. [19]
أمر موسى جيوش إسرائيل ألا يدمروا أشجار أعداء إسرائيل (تث 20: 19). ومع ذلك ورد هنا: "تقطعون كل شجرة طيبة" (2 مل 3: 19).
يعتقد بعض الدارسين أن ما ورد في سفر التثنية ينطبق فقط لاستخدام الأشجار في الحصار siege-works. لأنه قيل: [لا تقطعها لتستعملها في الحصار] [(تث 20: 19) حسب النص]. هذا يتناسب مع الحقيقة التي في سفر تثنية أن الأشجار الصالحة للأكل تستخدم ليأكل منها الإنسان، أما الأشجار التي لا يؤكل منها من الممكن أن يقطعها.
من الممكن أن يكون الأمر بعدم تدمير الأشجار خاص فقط بأرض الكنعانيين التي كانوا سيسكنون فيها في نفس الوقت، بينما في سفر الملوك الثاني يشير إلى تدمير موآب التي لن يسكنوا فيها[12]. هذا وقد اعتاد الوثنيون أن يقدموا العبادة الوثنية عند كل شجرة.
جاءت كلمة "طيِّبة" هنا بمعنى "صالحة". يقول السيد المسيح: "ليس أحد صالح إلا واحد، وهو الله" (مت 19: 17؛ مر 10: 18؛ لو 18: 19). هنا يتحدث السيد المسيح عن الصلاح المُطلَق الذي ينفرد به الله، لكن يوجد صالحون نسبيًا، كما توجد أشياء صالحة زمنيًا.
vإن وُجد في الكتاب المقدس آخر (غير الثالوث القدوس) صالح، مثل ملاك؛ أو إنسان (مز 37: 23)؛ أو خادم صالح (سي 7: 22)؛ أو شجرة طيبة [19]، كل هؤلاء يُدعون صالحون ليس بالمعنى الدقيق للكلمة، لأن الصلاح فيهم عرضي وليس جوهريًا.
العلامة أوريجينوس
vأليس الله صالحًا؟ تذكَّر كيف أشبع آلاف الجموع في البرية بخبزٍ من السماء. لقد حال دون حدوث مجاعة، ولم تكن الجموع محتاجة إلى المشاركة في العمل لكي يشبعوا. لقد نعموا بالراحة لمدة أربعين عامًا، فلم تُبلَ ثيابهم ولم تتهرَّأ أحذيتهم.
أليس هو صالحًا؟ فقد أصعد الأرض إلى السماء، حتى أنه مثلما تعكس النجوم بهاء مجده في السماء كالمرآة، كذلك جوقة الرسل والشهداء والكهنة يتلألأون كالنجوم تمامًا، ويبعثون نورهم للعالم أجمع. فإذًا هو ليس صالحًا فحسب، بل أكثر من ذلك كثيرًا.
إنه الراعي الصالحٍ لخرافه... و"الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف".
لنفعي أؤمن أن الله صالح، و[صالح هو الاتكال على الرب](**). جيد هو الاعتراف بأنه هو الرب، لأنه مكتوب: [احمدوا الرب، فإنه صالح].
القديس أمبروسيوس
وَفِي الصَّبَاحِ عِنْدَ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ،
إِذَا مِيَاهٌ آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ أدوم،
فَامْتَلأَتِ الأَرْضُ مَاءً. [20]
بقوله "إصعاد التقدمة"، لا يعني هنا أن جيوش إسرائيل ويهوذا وأدوم كانت تقدم ذبائح وتقدمة في هذه المنطقة، إنما يقصد عندما كانت تُصعد تقدمة كل يوم صباحًا (خر 29: 38-39). فهنا إشارة إلى الوقت الذي كانت تُقدَّم فيه التقدمة الصباحية.
vيكون الإنسان بالحق صابرًا سواء عندما تخدشه الكوارث أو عندما ينحني من تشييد رجائه. بخصوص مزاج الفكر الشرير كُتب: [يحمدك إذا أحسنت إليه] (راجع مز 49: 18). هنا يتميز الذهن البار عن الشرير؛ حتى في وسط الضيق، الأول يعرف أن المجد لله القدير لا ينكسر مع الأمور العالمية، فلا ينهار مع انهيار المجد الخارجي، بل بالحري يؤكد أنه يكون أكثر قوة عندما يفقد الخيرات الزمنية.
البابا غريغوريوس (الكبير)

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يوجد كثيرون من هم مثل أليشع بل ومن هم أكثر من أليشع مجدًا
عند باب أليشع
بيرنز يؤكد يؤكد دعم واشنطن "للعملية الديمقراطية" في مصر
أليشع
أليشع


الساعة الآن 08:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025