استعداد المسيح للعطاء لا نهائي
تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ
رَدِيّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ.
(يع٣:٤)
المسيح يقول: “اسْألُوا تُعْطَوْا اطْلُبُوا تَجِدُوا اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ”. هل يوجد سخاء أكثر من هذا ؟ كلام المسيح أن كل من يسأل يأخذ، صريح وسهل! فلماذا لا نأخذ؟ العيب عيبنا دائماً لأن باب المسيح مفتوح وذراع المسيح ممدودة، واستعداد المسيح للعطاء لا نهائي مثل ينبوع ماء لا يتوقف. لكن العيب يكمن في أن الإنسان لا يأخذ. فمع أن الإنسان ربما يطلب، إلا أنه لا يأخذ. والقديس يعقوب الرسول يقول من يسأل ليَطْلُبْ بِإِيمَانِ غَيْرَ مُرْتَابِ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلا يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ”. وقال: “تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيَّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ”. نحن نطلب خارج دائرة قصد الله بالي مشغول بأمور كثيرة لا أكف عن طلبها. والمسيح لا يرفض طلباتنا الكثيرة في مرض ، في ضيقة، في مشكلة، في خسارة في امتحان إلى آخره من الأمور. لكن أين ملكوت الله وسط هذا الكم من الطلبات؟ المسيح يقول: “اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ”. اجعل ملكوت الله على قمة تفكيرك ما الفائدة التي نرجوها من تراب الدنيا ! أطلب ملكوت الله بإخلاص من كل القلب، وراجع ترتيب أولوياتك. ابدأ يومك بالصلاة وأطلب ملكوت الله أولاً مهما كانت همومك. اطلبه نهاراً وليلاً وفي نصف الليل. اطلب مشيئة الله، ولا تطلب بحسب هواك. هذا ما علمنا إياه المسيح حين نصلي الصلاة الربانية ونقول: “لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ”.