داود قائد يلتف حَوْلَه أبطال عظماء
لم يتم انضمام أسباط الشمال إلا بعد موت شاول بعدة سنوات، لكن السفر لا يذكر هذا. يفترض الكاتب أن القارئ لديه إلمام كامل وواضح عن الأسفار التاريخية السابقة، لهذا اكتفى ببعض الأحداث التي تُحَقِّق غاية السفر. فلم يُسَجِّلْ الأحداث التي مرَّت بداود قبل اعتلائه العرش، ولا الحرب الطويلة بينه وبين شاول. ولم يُشِرْ إلى الأحداث من موت شاول حتى مجيء الأسباط ككل إلى داود. فلم يذكر مجيء رجال يهوذا حين مسحوه ملكًا على بيت يهوذا (2 صم 2: 4)، حتى مجيء جميع أسباط إسرائيل لمسحه ملكًا (2 صم 5)، وإنما يكتب ليُبرِزَ أهمية العبادة لله بفكرٍ روحيٍ واضحٍ.
بدأ الكاتب بالحديث عن مملكة داود، حين اجتمعت الأسباط معًا في حبرون تطلبه ملكًا. وكأن الكاتب يرى أنه لا فصل بين وحدة إسرائيل معًا بكل أسباطه وإقامة داود ملكًا. فقد ظهر داود كملكٍ يرعى كل الشعب في صورة رائعة تليق بداود. فحين مسحه صموئيل، وحلَّ روح الرب عليه (1 صم 16: 13)، مسحه على كل إسرائيل، وليس على سبط يهوذا وحده.