منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 03 - 2025, 02:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

العدو يشهد للطف داود




العدو يشهد للطف داود

لا يتوقَّف القديس يوحنا الذهبي الفم عن دعوتنا للاقتداء بداود النبي في لطفه وحنوِّه لشاول الذي حَسَبَ قلبَه صخرة جامدة أو وحشًا كاسرًا أعنف من الأسود، والآن يكشف في عجبٍ عن فاعلية الحنو في حياة هذا الملك العنيف. فقد سحبه حنو داود ليتهم الملك نفسه ليس أنه شرير فحسب، إنما ما هو أبشع أنه يواجه الخير بالشر عوض أن يتغيَّر عن شرِّه. لم يتغيَّرْ قلب شاول بالحوار والجدال، إنما أفحمه داود بلطفه، فحوَّله من قاتل يشتهي سفك دم داود البار إلى أبٍ، فيدعو داود ابنه. يتحوَّل هذا الذئب إلى حَمَلٍ وديعٍ، وأتون قلبه الناري إلى ندى يُطْفِئ نيران غضبه.
v ما حدث بدقة هنا هو أن مُرتكِب الخطأ اتَّهم نفسه بنفسه بصرامة شديدة، بينما لم ينطق المُعتدَى عليه بشيء.ٍ
لم يقل مُرتكِب الشر: "لقد فعلتَ بي خيرًا" فحسب، بل قال: "لقد جازيتني خيرًا". بمعنى لقد عوَّضتني عن المكائد، وعن العنف، وعن تلك الشرور التي بلا حصر باللطف الشديد. ومع هذا لم أصر بلطفك في حالةٍ أفضل، بل في شرِّي قاومتك. عوض أن أَتغيَّر أنا، ثابرتَ أنت على سلوكك وقدَّمتَ لي الحنو.
كم من الأكاليل يستحقها داود من أجل كل حكمة من هذه الكلمات؟...
إننا نرى فضيلة داود، لا من الكلمات التي نطق بها داود فقط، بل حتى مما قاله شاول. بالحقيقة إذ قدَّم نطقه بلطفٍ ووداعةٍ، فإن هذا غيَّر الآخر (شاول)...
لقد قال شاول: "أهذا صوتك يا ابني داود؟" (1صم 24: 16). يا للتغيير العظيم الذي حدث فجأة، ذاك الذي لم يكن يحتمل أن يدعوه باسمه، عوض البغضة التي أُشير إليها، حسبه قريبًا له ودعاه ابنه. أي شيء أكثر طوباوية مما فعله داود، الذي حوَّل القاتل إلى أبٍ، والذئب إلى حملٍ، الذي ملأ أتون الغضب بندى ثقيل، وحوَّل الثائر إلى الهدوء، وهدَّأ كل لهيب الغيظ؟
اخترقت كلمات داود هذه ذهن هذا الرجل الثائر، وحققت تغييرًا شاملاً، كما يظهر من هذه الكلمات. إنه لم يقل: "أهذه كلماتك يا ابني داود؟ بل قال "أهذا صوتك يا ابني داود؟" لقد تشدَّد عزمه بالنُطْقِ ذاته، كما يسمع الأب صوت ابنه، قادمًا من مكانٍ ما، فيتأثر لا عند رؤيته، بل وعند سماع صوته. هكذا أيضًا بالنسبة لشاول عندما اخترقته كلمات داود أزالت العداوة وأدرك أنه بارٌ...
لنصغِ إلى ما قاله: "أنت أَبرَّ مني، لأنك جازيتَني خيرًا، وأنا جازيتُك شرًّا" (1 صم 24: 17). ألا ترون كيف دَانَ (شاول) شرَّه، ومدح فضيلة الرجل البار، واعتذر دون أي ضغطٍ من أحدٍ؟ لتفعلوا أنتم هكذا: عندما يكون عدوُّكم تحت سلطانكم عوض اتهامه، اعتذروا له، فيتَّهم نفسه. إن قُمْنا باتهامه، فإنه من جانبه يُثَار، بينما إن اعتذرنا نحن، يتأثر بلطفنا ويتَّهم نفسه على مبادرته. بهذه الوسيلة فإن الاتهام يكون فوق أي شك، ويتحرَّر هو من كل حقدٍ.
القديس يوحنا الذهبي الفم
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
باللطف غلب داود وحشية العدو
صراع العين و اليد - عظة (10) من مؤتمر "وحدانية القلب" نيويورك 2024 - أبونا داود لمعي
الآب يشهد للمسيح والمسيح يشهد للآب والروح يشهد للمسيح
العين البسيطة | ابونا داود لمعى
العين السوداء / رضة العين / الكدمة في العين Black eye - Ecchymosis - Eye Trauma


الساعة الآن 04:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025