![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() دعوة للاقتراب من داود النبي من أهم ملامح كتابات القديس يوحنا الذهبي الفم، ارتباطه ببعض شخصيات من الكتاب المُقَدَّس بل وتعلُّقه بهم، خاصة مُعَلَّمنا بولس الرسول وأيوب البار. فمن كلماته: [ماذا يحدث لي؟ لنهرب سريعًا، فإن بولس يستولي عليَّ، ويبعد بي خارج الموضوع! أنتم تعلمون أنني كثيرًا ما أطارد فكرة معينة، وإذا بي أسقط فجأة على بولس، فيحتجزني بقوة عن كلامي، ولا أقدر أن أنفصل عنه حتى النهاية.] [إني أحرص على قراءة رسائل الطوباوي بولس مرتيْن أسبوعيًا، وغالبًا ثلاث دفعات أو أربع كل أسبوع عند الاحتفال بذكرى الشهداء والقدِّيسين. أنعم بالبوق الروحي بسرور، أنهض متقدًا بالرغبة في التعرُّف على الصوت العزيز عليَّ. يخيل لي أني أهواه تمامًا، بل كأنه حاضر أمام بصيرتي. أمسك به، وأتحدَّث معه.] ولقد قال إنيانوس من Celeda في القرن الخامس، إن القدِّيس يوحنا لم يصف الرسول العظيم بولس، بل كان كمن يُقِيمه من الأموات، ليجعل منه مثلاً حيًا للكمال المسيحي. أما في الفترة الأخيرة من حياة القدِّيس يوحنا، حيث دخل في لُجَّة التجارب، فقد وجد في أيوب البار صديقًا. تعلَّقَت نفسه به كشريك معه في الآلام، متى كتب عنه ينسى نفسه. كتب: "يبدو لي أن حُبِّي للبطل قد جرفني بعيدًا عن الموضوع الماثل أمامي". v اذكروا أنه من المعتاد بالنسبة للرسَّامين الذين يعزمون على تقديم صورة لشخصٍ ما أن يقتربوا منه ويمكثوا بجواره يومًا أو يومين أو ثلاثة لكي يتأكدوا أنهم يُقَدِّمون الصورة بدقةٍ بدون خطأ بالجلوس المُتكرِّر معه. ولما كان هدفنا أن نقدم مشهدًا لا للخطوط العريضة لجسد (داود) بل للجمال والكمال الروحي لنفسه. نزمع أن يجلس داود ملتصقًا بكم اليوم حتى يمكنكم جميعًا أن تتطلعوا إليه، وينطبع كمال البار على نفوسكم شخصًا شخصًا، وأيضًا وداعته ولطفه وكل فضيلةٍ له. وفي النهاية إن كانت الصور الجسدية تُعطِي نوعًا من الراحة لمشاهديها، بالأكثر يتحقَّق ذلك بصور النفس. بينما لا يمكن رؤية الأولى في كل وضع، ويلزم الجلوس في مكان مُعَيَّن معه، فإنه لا يوجد ما يمنعكم بالنسبة لرؤية الثانية، ترونها أينما وُجِدْتم. وذلك بوضعها في أعماق الذهن أينما كنتم، فتنظرونها على الدوام، وتنالون منها منافع كثيرة... إن وضعتم صورة داود على الدوام أمام أعينكم، وتحملقون فيها، فإنه مع الوقت مرة فأخرى بالتطلع إلى صورة الفضيلة تنالون شفاءً كاملاً، وتتمتَّعون بالقِيَم السليمة النقية. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|