v غالبًا ما يستخدم الآباء والأمهات (الوالدان) نفس الأسلوب مع أطفالهم. فالوالد (أو الوالدة) ينفرد بطفله الذي يتمادى في الخطأ، ويرتكب أخطاء كثيرة، فمع اقتناعه أن الطفل مارس الخطأ باختياره، إلا أنه في حالات كثيرة يلقي باللوم على الغير، مستخدمًا نفس الأسلوب، قائلاً: إنني أعلم أن ما تفعله ليس خطأك أنت، بل قادك آخرون إلى الخطأ... فهم الملومون. وإذ يسمع الطفل هذا يسهل عليه تحويل بصره تدريجيًا عن الخطية، والرجوع بسهولة إلى حياة الفضيلة.
على أي الأحوال، فَعَلَ بولس نفس الأمر وهو يكتب إلى أهل غلاطية (غل 1: 7). فبعد حديثٍ طويلٍ واتهاماتٍ لا توصف وجَّهها ضدهم، ففي نحو نهاية الرسالة قال هكذا: "ولكنني أثق بكم في الرب، أنكم لا تفتكرون شيئًا آخر، ولكن الذي يزعجكم سيحمل الدينونة أيَّ من كان" (غل 5: 10)؛ إذ رغب أن يزيل الاتهامات المُوجَّهة ضدهم، حتى يُشفوا تدريجيًا من أخطائهم، وينجحوا في الصعود إلى مركز دفاع.
هذا ما فعله داود بقوله: "لماذا تسمع كلام الناس القائلين هوذا داود يطلب أذيتك (حياتك)؟" بهذا يُظهِر أن آخرين هم الذين دفعوه إلى هذا وأفسدوه. فإن ما يهمه هنا هو أن يُقَدِّم دفاعًا عن الاتهامات المُوجَّهة ضده. عندئذ في دفاعه عن الاتهامات المُوجَّهة ضده، قال: "هوذا قد رأت عيناك اليوم كيف دفعك الرب اليوم ليدي في الكهف، وقيل لي أن أقتلك، ولكنني أشفقتُ عليك، وقلت لا أمد يدي إلى سيدي، لأنه مسيح الرب هو" (1 صم 24: 10).
بمعنى آخر، بينما هؤلاء الآخرون افتروا عليه، يقول إنني أصعد لأُقَدِّمَ دفاعًا بالأعمال، وأُحَطِّم بتصرفاتي الاتهامات. فلا حاجة للكلمات، لأن الأحداث نفسها تنجح في التعليم بأكثر وضوحٍ عن أي كلمة للكشف عن نوع هؤلاء الناس (الذين يدعون شاول للخطأ)، ومن أنا، وأن النقد المُوجَّه ضدِّي هو افتراء باطل. للشهادة عن ذلك لا أستدعي أحدًا، بل أقوم بذلك بنفسي وحدي، فأنا كفيل بهذا.
القديس يوحنا الذهبي الفم