تتويج داود رجل الله ملكًا
1 وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. 2 وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكًا كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيسًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ». 3 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ، فَقَطَعَ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْدًا فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ صَمُوئِيلَ.
ما ورد في هذا الأصحاح مُقتبَس من صموئيل الثاني. ما جاء في (ع 1-9) يعكس ما ورد في (2 صم 5: 1-10)؛ ومن 10-47 ما ورد في (2 صم 23: 8-39). تجاهل الكاتب كل ما ورد في الأربعة أصحاحات الأولى لسفر صموئيل الثاني. لم يُشِرْ إلى مدة حكم إيشبوشث القصيرة، ولا إلى متاعب أبنير، ومدّ يد يوآب لقتل أبنير. إنما دخل الكاتب مباشرةً في تَجَمُّع الأسباط معًا في حبرون عاصمة داود الأولى قبل استيلائه على أورشليم، لكي يُقِيموه ملكًا. لقد أبرز هنا إسرائيل كلها في وحدةٍ واحدةٍ.
يُقَدِّم لنا سفر صموئيل الثاني كيفية وصول داود النبي إلى العرش الملكي في شيءٍ من التفصيل، أما سفر الأخبار فيكتفي بتأكيد أن الله هو الذي أتى بداود إلى العرش، مستخدمًا الكثيرين حتى بعضًا من سبط بنيامين، إخوة شاول.
الله هو ضابط التاريخ، يُحَوِّل كل الأمور لبنيان شعبه، دون أن يُلزِمَ أحدًا بالتحرُّك قهرًا.
حقًا بدا أن كثيرين حاولوا تعطيل عمل الله وخطته نحو مؤمنيه، لكن الله يُحَوِّل حتى الشر إلى خيرٍ، كما حدث مع يوسف بن يعقوب، فقد أراد إخوته له الشر، والرب صنع به خيرًا خلال شرهم.