![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ [3]. * ولئلا يُظن أن العفة التي نرجوها من الله تقف عند تلك التي تخص شهوة أعضاء الجسد... يتغنى المزمور قائلًا: "ضع يا رب حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا (عفيفًا) لشفتي" (مز 141: 3) فإن أدركنا مفهوم كلمة "فمي" كما يلزم، لعرفنا ما هي عطية الله من جهة العفة التي يهبها، لنا فإنها لا تعني "الفم الجسدي"، فيُحفظ لكي لا يخرج منه صوت شرير، إنما يوجد في الداخل "فم القلب" الذي يريد ناطق هذه الكلمات وكاتبها لننطق نحن بها أن يحرسه الله ويقيم عليه بابًا حصينًا (عفيفًا). توجد كلمات كثيرة لا ينطق بها الفم الجسدي، تصرخ عالية في القلب، بينما لا يمكن للفم الجسدي أن ينطق بشيءٍ ما لم يتكلم به القلب. ما لا يخرج من القلب لا ينطق به اللسان، وأما ما يخرج منه، فإن كان شريرًا يدنس الإنسان حتى ولو لم يتفوه به اللسان. لهذا يلزم أن تكون الحصانة هناك (علي باب القلب)، حيث يتكلم الضمير، حتى بالنسبة للصامتين. فمتي كان الباب حصينًا، لا يخرج منه ما يدنس حياة من يفكر (فكرًا شريرًا) دون أن تتحرك شفتاه. القديس أغسطينوس |
|