![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() صورة القديس العظيم مارمينا العجايبي (ميناس المصري) الأعتيادية ![]() ![]() صور لظهورات مارمينا مع البابا كيرلس عيد استشهاده بالتقويم القبطي 15 هاتور الموافق 24 نوفمبر بالتقويم الغربي 11 نوفمبر سيرة مارمينا – الميمر الأول هذا هو الجزء الأول من المخطوط الموجود بالكنيسة وكتب عام ١٧٠٢ م. من مخطوطات دير مارمينا بفم الخليج ١] بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد له المجد امين ] نبتدئ بمعونة ربنا يسوع المسيح وحسن تأييده بشرح سيرة استشهاد القديس الجليل والشهيد الكريم الشجاع البطل الغالب الظافر المجاهد المصطفى المختار ماري مينا الذي اكمل جهاده الحسن ونال الاكليل الغير فاسد في اليوم الخامس عشر من شهر هاتور بركة صلواته تكون معنا وتحفظنا وتحرس سائر بني المعمودية من الضربات الشيطانية الى النفس الاخير امين قال المجد لله الاب القدوس الذي ارسل كلمته وخلص سائر النفوس وانتخب عبيداً مجاهدين وعضدهم حتى قهروا ابليس اللعين وتركوا آبائهم واهاليهم وبنيهم بكل قلوبهم وكمل ما تنبأ داوود [ ٢] النبي وقاله بسببهم حيث قال ان قوة الرب ظاهرة في قديسيه وافعاله العجيبة يجريها على يد مومنيه وقال ايضا كثيرة هي احزان الصديقين ومن جميعها يخلصهم رب العالمين وايضاً قال إله المجد في انجيله المقدس المحيي من أراد أن يأتي الى فليترك كل الامور الزائلة ويتبعني والذي ينطق معترفاً بلاهوتي فاني اعترف به في اليوم المرهوب العظيم امام ملائكتي وكل من يصبر في جهاده الى المنتهى فانه يخلص من جميع التجارب البلوى، فلهذا جاهد ايضاً هذا القديس ماري مينا الملقب بالأمين جهاداً صالحاً وقهر الملوك والولاة الكفرة المعاندين واستحق اكليل الغلبة من السيد المسيح وصار من الشهداء المكرمين المعترفين بلاهوته على الصريح طوباه لأنه انتخب من الاله قبل ان يحبل به ويصير في الأحشاء وتسمى مارمينا من فم العذراء الطاهرة مرتمريم العفيفة النقية المباركة [ ٣] في النساء عند سؤال امه امام صورتها المبجلة المختارة وحصل لها هذا الولد المبارك من اجل عظم هده البشارة فيجب علينا ان نسأل الاله بصلواتها ان يخلصنا من جميع المعاندين لنا ويعيننا على العمل بما يرضيه الى ابد الابدين ودهر الداهرين امين. والان يا اخوتي واحبائي ان هذا القديس من مدينه في بلاد مصر تسمى باليونانية دفيرس (صحتها نقيوس) واذا فسرت على لغة المصريين تعرف بايبشادي، وكان اسم ابو هذا القديس اودكسيس اخو ابطالس الوالي في ذلك الزمان، وانهما كانا ابني تااوضوسيوس الوالي، وكان عظيماً في العيان حسناً في الجمال. فنظر ابطالس لمحبة الناس في أخيه اودكسيس لأجل حسن هيبته وكرامة جنسه، فرمى الشيطان عدو جنسنا في قلب اخيه فكر اسود بغضه مثل قايين لهابيل، فسعى بأخيه وكتب الى الملك بسببه [ ٤] وإتهمه، بانه أثار عليه اهل الكوره لان يفعلوا به السوء ، فعلم الرب الرحوم العارف بكل شيء قبل ان يكون ان اودكسيس يخرج منه هدا المصطفى نجاةً لكثير من العالم، فابدل الشر الذي اضمره اخيه به بخير كثير. ولما سمع الملك بإتهام ابطاليس لأخيه جمع كبرائه ووجوه مملكته وقال لهم، اعلموا ان ابطالس ارسل الى يذكر عن اخيه اودكسيس انه يقلب عليه اهل الكوره بأخيه في ذلك بالشر، وانا اعلم ان اودوكسيس شجاعاً واتحقق انه قوياً مهاباً، وجماعته تخاف سطوته وتخافه وتخشاه، وهوذا الوالي الذي لأفريقية مات، فنولي اودكسيس عوضه لأنه مستحقاً لدلك، فتوافق الملك وعظمائه على ذلك. وللوقت انفذ بطريقاً (رئيساً) عظيماً الى اودكسيس وصحبته الخلع الملوكية بالتولية على كل بلاد أفريقية، فوصل البطريق الى عند [ ٥] اودوكسيس والد القديس مينا وعرفه بما قد كان من امر الملك، فامتثل لذلك وجهز حاله وعزم هو واهله وكل عشيرته وركب مركباً الى مدينة الإسكندرية، ومن هناك مضى الى أفريقية واجلسه بطريق الملك والياً بها. وان اهل بلدته ابشادي نزل بهم حزن عظيم لانهم عدموا رجلاً رحوماً عفيفاً تقياً، حتى ان اخوه ابطالس حزن وندم على فعله، وكان كل من في بلاد ابشادي يلوموا ابطالس على ما فعله بأخيه. فأما المبارك اودكسيس قبلوه اهل إفريقية بأحسن قبول لما سمعوا عنه من عفته وديانته وجميل طرقه وعظم محبته ورحمته واتضاعه. وكان متزوج من امرأة عفيفة مباركة اسمها اوفيمية، وكانت عاقراً وكانا كلاهما متوجعين القلوب لهذا الامر لكثرة اموالهم وغناهم، وكانت المرأة المباركة تصوم وتصلي بدموع غزيرة [ ٦] وتعطي صدقات كثيرة للأرامل والايتام والفقراء داعية الى الله في الليل والنهار ليتم مرادها ويرزقها ولداً ذكراً. فلما اتفق عيد الست السيدة العذراء الطاهرة مرتمريم (مرت = سيدة في اللغة السريانية) في الحادي والعشرين من شهر طوبه، تجملوا الناس باللباس البهي هم واولادهم ومضوا الى الكنيسة. وان المباركة اوفيمية مضيت الى البيعة المقدسة مع الشعب المسيحي، ووقفت تحت العمود الذي باعلاه صورة الست السيدة العذراء البتول الطاهرة مرتمريم، فنظرت الشعب واولادهم ملبسين بالثياب الحسنة الملونة ايضاً واللؤلؤ والفصوص والحلى والحلل الفاخرة، ويأخذون من زيت القنديل الذي امام صورة الست السيدة مريم ويتباركون منه ويدهنون اولادهم، فتألمت لذلك وتوجع قلبها بالأكثر وبكت بكاء مراً بحزنا شديدا وتنهدا. وان اهلها وكل عشيرتها لما راؤها بذلك [ ٧] الحزن العظيم اشتملوا جميعاً بألم القلب لأجل توجع قلبها. وانها بسطت يديها امام صورة الست السيده الطاهره مرتمريم، وصلت في قلبها طالبة من العذراء ان تسأل ابنها الحبيب ان يفرح قلبها ويعطيها ثمرة مباركة تتعزى بها. وكانت دموعها تجرى بخضوع وخشوع فنظر الرب الى طلبتها وسمع صوتها وتضرعها وتنهدها وتطلع برحمته الى وجع قلبها واتضاعها. فلما اكملت صلاتها خرج صوت من صورة سيدنا المسيح الذي في حضن سيدتنا الطاهرة والدته العذراء امين مينا فلحقها من ساعتها فزعاً ورعدة في نفسها واقامت ساعة طويلة باهتة داهشة من استماع ذلك الصوت الحلو. وبعد ذلك عاد اليها عقلها وسكن روعها وسجدت للرب ولوالدته العذراء الطاهرة مرتمريم واخذت من زيت القنديل وتباركت به وايقنت في نفسها وتحققت 8] ان الرب قبل سؤالها وفرح قلبها ونزع عنها العار واذهب عنها العقرية. ] ولما كمل القداس تناولت من الاسرار المحيية جسد ودم ربنا يسوع المسيح المسفوك عن خلاص البرية. ولما انقضى العيد وانصرف الشعب الى منازلهم مضيت الى بيتها وجميع من معها، ولما وصلت الى بيتها اعلمت بعلها اودكسيس ما اتفق لها والصوت الذي سمعته في الكنيسة، فلما سمع دلك فرح قلبه وامتلا من النعمة وشكر السيد المسيح وقال لزوجته الذي سمعتيه يكون لنا بالحقيقة ويكون امين الذي هو الحق. وان المرأة المباركة بعد ذلك حملت وكان لها فرحاً وتهليلاً ولجميع اهلها واقاربها، وقدمت صدقات كثيرة للمساكين والارامل والايتام. وكانت المرأة المباركة بالحقيقة تحرس نفسها بكل الطهارة والصوم والصلاة الى ان تمت ولادتها. [ ٩] فولدت الطفل المصطفى ممتلئ من كل نعمة وحكمة، فأرادوا ان يسموه باسم ابيه فلم ترض امه بل تفكرت الصوت الذي سمعته في البيعة يقول امين فسمته مينا. وكان لها فرحاً عظيماً جداً في المدينة كلها والكور التي حولها واطلق والده في ذلك اليوم كل من في الحبوس ممن عليه خراج ودفع كرامات عظيمه للمساكين والايتام. وكان الصبي شبت قامته قليلاً قليلاً بنعمة الله الى ان استحق الادب والتعليم فسلموه الى كهنة قديسين يعلموه ويؤدبوه، فعلموه الكتب الروحانية فتعلمها سريعاً، وكان ملازما الصوم والصلاة والرحمة لأنه كان ولداً روحانياً متل صموئيل النبي. ولما بلغ عمره احدى عشر سنه توفي اودوكسيس ابوه بشيخوخة حسنة ودفن بكرامة عظيمة كاستحقاقه وجليل مرتبته، ومن بعد نياحة [ ١٠ ] ابيه بثلاثة سنين تنيحت والدته المباركة القديسة اوفيمية ايضاً، وخلفوا له اموالاً كثيرة وذخائر جليله نفيسة، وصار يتيم من والديه. وكان محباً للكنيسة وملازم الصوم والصلاة وسهر الليل ويعطي صدقات كثيرة لكل من يأتي اليه. فلما بلغ من العمر اثني عشر سنة وصل امر من الملك بان يؤخذ من كل بلد من يصلح للجندية. وانهم اختاروا القديس مينا وهو لم يكن يريد ذلك، وكان شجاعاً قوياً في جسده ممتلئا من النعمة. وان مقدم الكورة لما علم انهم مهتمين بأخذه الى الملك فتألم على فراقه لأجل شجاعته ومرتبة والده وصداقته له، وكان محباً له متل ابناً وحيداً له، فاسرع وجعله نائبا له على تقدمة العساكر جميعهم التي تحت يده. وكان محبوباً من جميعهم لأجل نعمه الله الساكنة فيه، وكان متواضعاً متل احقر الاجناد واصغرهم وكان [ ١١ ] متزايداً في صومه وصلاته محباً للوداعة والانفراد عن الناس ولا يهتم بشي من امور هده الدنيا الزائلة وكان متشبهاً بسيرة الثلاثة فتية القديسين حريصاً على طهارة جسده وحفظ بتوليته. وبعد زمان كثير وهو سائر في الطريق الحسنة المستقيمة باجل نظام، تملكوا الملوك الكفرة ديقلاديانوس ومكسيميانوس الماردين المنافقين، لان الملك نوماريوس كان قتل في الحرب، ودخل الشيطان في ابنته النجسة الرديئة فزوجت نفسها بدقلديانوس واجلسته على كرسي مملكة الروم. ولما تملك قليلاً كفر بالسيد المسيح وسجد للأوثان وضيق على المؤمنين وكتب سجلات وارسلها كل المسكونة، وامر ان تقرأ في جميع المدن والبلاد والقرى، بان تعتمد كل الناس عبادة الأوثان الظمته (الرديئة). وكانت رسل الملك يطوفوا بالسجلات النجسة في كل البلاد [ ١٢ ] الى ان وصلوا الى بلاد أفريقية المدينة العظيمة، فقرئت الرسالة على رؤوس الملأ وكان مكتوب فيها هكذا، انا ديقلاديانوس الملك الضابط لكرسي مملكة الروم، اعلم كل احداً من جميع الناس ان الإلهة العظيمة التي يعبدوا هم اللذين اعطونا النصر والظفر والغلبة، ولهذا نأمر بعظمتنا لكل احداً جندياً كان او مقدماً او رئيساً او مقدم جيوش او والي او قائد او اسقف او قسيس او شماس او خديم او اقنوم او راهب كبيراً او صغيراً عبداً كان أو حراً رجلاً او امرأة ان يسجدوا جميعهم للألهة ابلون وارطميس (ابوللو وارتيميس)، وانا امر بجلالتي لكل من هو في مملكتي وتحت طاعتي من جميع البشر، في الوقت الذي تصل اليهم هده المكاتبة، يكملوا ما امرتهم به بسرعه ونشاط عظيم ويسجدوا للإلهين المكرمين ويقدموا لهم الذبائح ويرفعوا لهم البخور، وكل من لا يفعل ذلك [ ١٣ ] ويخالف امري فليعذب اشد العذاب ولا يقدر احد ان يخلصهم من يدي. حينئذ صرخ الجاويش في المدينة كلها قائلا، يا جميع اهل أفريقية اخرجوا من بيوتكم واجتمعوا وارفعوا البخور للآلهة هؤلاء الذي امر الملك ان يسجدوا لهم العالم كله. وكانوا الجند يضطهدوا الناس ويجذبوهم مجرجرين حتى يرفعوا البخور للآلهة المرذولة. وان القديس ابا مينا الخائف من الله، المتمسك بوصاياه، السالك في طرقه الصالحة، لما رأى تلك الضلالة العظيمة لم يحتمل ذلك ولم يصبر وتخلا (تخلى) عن الدنيا وكل ما فيها، وتجرد من جميع امورها وتخلى عن طقسه وامريته (إمارته)، ومضى الى البرية الى مكان مقفر وبقي متوحد مع نفسه يتعبد لله بكل قلبه، ولم يرى ان يقيم في امريته ليشاهد عبادتهم الرديئة المرذولة وقلة خوفهم من الله. فلما مضى له زماناَ طويلاً وهو في العبادة والهدوء [ ١٤ ] في البرية اراد الرب الصالح ان يدعوه الى رتبة الشهداء وجهادهم الصالح، فدعاه الرب يسوع المسيح بنعمته الى ذلك. وكان بعد ذلك (عيد) ميلاد الملوك في تلك المدينة الذي كان القديس ابا مينا فيها، وانه خرج الى المدينة في ذلك اليوم فنظر الى جموع كثيرة في الملعب يشاهدوا في ميلاد الملوك، عند ذلك امتلأ القديس مارمينا من روح القدس وصرخ قائلا اني ظهرت لمن لم يطلبني وجئت لمن لم يسأل عني، وقال ايضاً من الانجيل الطاهر حقاً قال سيدي ومخلصي يسوع المسيح هذا هو اليوم الذي يتمجد فيه اسمك القدوس ايها الاب، فلما سمع ذلك كل الجمع فللوقت سكتوا بأجمعهم وكان هدوءا عظيماً، وكانوا الناس يدافعوا بعضهم بعضاً لينظروا القديس مارمينا وكان في ذلك [ اليوم لابسا لباس الآباء [ ١٥ القديسين الرهبان. وان الوالي تعجب منه وسأل الجمع من هو هذا وما اسمه ومن اين هو ومن اي البلاد لأني لم اعرفه. اجاب القديس الطاهر مارمينا وقال ان كنت تسال عن اسمي فانا عبد يسوع المسيح اله السماء والارض خالق كل الاشياء والذي بيده نسمة كل احد ، الذي يلقيك انت وأوثانك النجسة وملكك الكافر الى النار التي لا تطفأ. اجاب الوالي المنافق وقال له انت من اهل هذه المدينة ام لا، قل كيف تجاسرت واتيت الى هاهنا لتبطل فرح ميلاد الملوك، فأجاب الجمع الحاضر وقال يا سيدنا الوالي نحن نعرف هذا وانه كان حاكماً على جميع الجند الذي للحلقه (الميدان)، وكان اميراً جليلاً مكرماً من كل احد ، ولنا الان خمس سنين وما ينيف لم ننظره وما نعلم اين كان. اجاب الوالي وقال للقديس ماري مينا انت جندي كما شهد الجمع عنك. اجاب القديس مارمينا وقال لهم [ ١٦ ] انني كنت جندي ولكن لما رأيت المطالعة النجسة التي وردت من قبل ديقلاديانوس بعبادة الاوثان المرذولة، تخليت عن جنديتي وطقسي، ومضيت تجندت لسيدي يسوع المسيح وأويت في البرية لئلا اختلط بكم واهلك معكم. حينئذا امر الوالي ان يطرح للاعتقال في السجن الى الغد حتى ينتهي فرح ميلاد الملوك ويتفرغ لعذابه. ولما انتهى ما هم فيه وكان الغد جلس الوالي في موضع الحكم، وامر ان يحضروا له القديس ابا مينا فلما وقف بين يديه قال له لماذا جسرت ودخلت الى الميدان ايها الجاهل العادم الادب حيث فرح الملوك الضابطين، وشوشت الجمع الحاضر في الوليمة، وبددت شملهم، واستخففت بأوامر الملوك، ولاسيما انك تقول اني نصراني، فاخبرني الان لماذا تخليت عن الجندية واين كان [ ١٧ ] مقامك وانت من اي مكان. اجاب القديس ابا مينا وقال قبل كل شئ انا نصراني علانية مؤمن باسم المسيح، وانا من بلاد مصر، وتركت جندية ملوك الارض وتجندت لسيدي يسوع المسيح ملك السماء والارض وكل ما فيهم، هوذا انا تركت الجندية الزمنية التي تزول سريعاً، وطلبت ملكوت سيدي يسوع المسيح الذي لا يزول ابداً، كي اكون هناك جندياً لأرث الخيرات الدائمة، ولأجل محبتي في المسيح اخترت ان اكون مع الوحوش الكاسرة في البرية افضل مما اكون معكم فاهلك بجملتكم، لان الوحوش الكاسرة يعرفوا الله خالقهم ويمجدوه اكثر منكم، لأنه مكتوب هكذا لا تهلك نفسي مع الكفار ولا حياتي مع سافكي الدماء. حينئذ قال له الوالي هلم الان واسجد للألهة وانا اصفح عنك فيما صنعت سيما انك كنت حاكماً فصيرت نفسك بإرادتك محكوم عليك باعترافك ١٨ ] انك نصراني مؤمن بالمسيح، فاسجد الان للالهة كما عرفتك وانا اعيد اليك جنديتك واسأل الملك ان يامرك (يجعلك ] اميراً) كما كنت. اجاب القديس ابا مينا وقال للوالي ايها الكلب المرذول الذي هو انجس من الادناس تأمرني ان اترك الهي خالق السماء والارض الذي له القدرة ان يهلك النفس والجسد في جهنم واتبع اوثانك الردية، لا يكون مني هذا ابداً لن اترك سيدي والهي يسوع المسيح ابن الله الحي، بل اطلب اليه ليلاً ونهاراً ان يجعلني مستحقا ان انال اكليل الحياة، واعلم انني لا اخاف منك ولا اطيعك فانك مرذول انت وملكك والهتك. حينئذ غضب الوالي غضباً شديداً بحنق ابيه الشيطان وامر ان يشحط (يربط) بين اربعة اوتاد ويضرب بالسياط، وقال له ان كنت جندي فطع امر الملك فأجاب القديس ابا مينا وقال للوالي خير لي ان اطيع امر ملكي الحقيقي [ ١٩ ] يسوع المسيح ملك السموات والارض، واعترف باسمه القدوس وارفع له بخور ذكي طيب واقدم له قربان حي طاهر مقبول الذي هو جسدي الذي اقدمه له وابذله على اسمه الطاهر ولا اسمع منك ولا اطيعك. فلما سمع ياروس الوالي منه هدا الجواب حنق عليه بالاكثر، وامر الاعوان ان يضربوه ضرباً موجعاً فضربوه الى ان جرى دمه على الارض كمثل الماء. وان واحداً من القيام تقدم الى القديس مينا وقال له اسمع مني واشفق على شبابك واسجد للألهة لكي لا يهلك جسدك من العذاب. اجابه القديس قائلاً لا يكون مني هذا ابداً ان اسجد الا لله الحي المحيي، والان ايها المستشار الظالم المهدي الى النفاق، ان كنت ما سمعت من الوالي أفأسمع منك، انا اعلم ان سيدي له القوة أن يعييني على العذاب ويجعله عندي كلا شي، ومن اجل انكم تحبوا ان تنقلوا عبيد الله ٢٠ ] عن عبادته وان يعبدوا اصنام مائتة لهم اعين ولا تنظر واذان ولا تسمع وانوف ولا تشم وارجل ولا تمشي ] ولا فيهم نسمة الحياة، فالله تعالى قادر ان يبيدهم معكم سريعاً وينجي انفس عبيده المتوكلين عليه. اجابه ياروس الوالي قائلاً تأدب الان يا مينا وتقدم وارفع البخور فهوذا قد ذقت العذاب، فلم يجيبه بكلمة واحدة. فغضب الوالي وامر ان يرفعوه على الهنبازين، ويعذبوه عذاباً شديداً ففعلوا به ذلك. اجاب القديس مارمينا وقال للوالي لعل هدا اليسير من عذابك يرجعني عن حب المسيح، اعلم انه لا يقدر احد ان يقطعني عن حب سيدي كما قال بولس الطاهر معلم الكنيسة انه لا [ طرد ولا سيف ولا مقاومة ولا حبس ولا عري ولا جوع ولا عطش كل ذلك لا يقطعني عن حب المسيح. اما تعلم [ ٢١ ايها الوالي ان ملكي يسوع المسيح يحرسني ويقويني الى ان اكمل جهادي على اسمه الطاهر. حينئذ غضب الوالي ونفخ من انفه كخنزير بري، وامر ان يجدد عليه العذاب، قائلاً ان كان عنده ملك اخر فليأتي ويخلصه من يدي. اجاب القديس مينا وقال له ايها الحقير المسكين التراب الهالك امام الريح، ملكي والهي خالق السماء والارض تشبهه بملك ارضي. قال له ياروس الوالي من هو هذا الملك العظيم الذي تعني عنه، عرفني اياه لأنك تقول عنه انه خالق كل الملوك وسيد كل العالم. اجاب القديس مارمينا وقال له سيدي هو يسوع المسيح ابن الله الحي خالق كل شئ الخاضع لعزته كل ما في السماء وعلى الارض. اجاب الوالي وقال له اما تعلم يا مينا ان الملوك يغتاظون ممن يذكر هدا الاسم الذي هو يسوع ولهذا امروا ان يضطهدوا كل من يتعبد له ويعذبوه بأنواع العذاب، وها انت دائم في ضلالتك [ ٢٢ ] معترفاً به ذاكراً اسمه. اجابه القديس ابا مينا وقال له اعلم ان ذكره لا ينقطع من فم محبيه الخائفين منه الحافظين وصاياه التابعين اثاره العاملين بأوامره، كما قال داوود النبي ذكرك في قلبي احلى من العسل والشهد في فمي. اجاب الوالي وقال له ترى الهك يعلم بهذه الاتعاب التي تقاسونها على اسمه. اجابه القديس ابا مينا حقاً هو يعلم ما كان وما يكون ولا يخفى عنه شئ ويجازى كل واحد كنحو اعماله ان كان خيراً او شراً، فلهذا نجاهد على اسمه القدوس. اجاب الوالي وقال له دع الان هذا الكلام كله واسجد للألهة. اجاب القديس ماري مينا اليس اعلمتك مراراً كثيرة اني لا اطيعك في هذا، وانا جندي لسيدي يسوع المسيح ملك السموات والارض والان انا اعلم ان لك السلطان على جسدي تعذبه كيفما شئت واما الهي فله السلطان على روحي وجسدي [ ٢٣ ] جميعاً اذا ما اهلكت جسدي بالعذاب فان الهي يعيده الي دفعة اخرى سالماً في الدهر الاتي. اجاب الوالي وقال للقديس ابا مينا ان عقلك ضل لأجل العذاب، فانا اتركك يومين ثلاثة تهتدي مع نفسك ليرد عليك عقلك وترجع عن هده الضلالة، وتبخر للألهة وتستريح من هذا العذاب ويرد اليك مجدك. اجابه القديس ابا مينا وقال له قد فرغت ان اعرف من ذاتي ما انا صائر اليه من العذاب قبل ان اتي اليك واجعل في ذهنك ايها الوالي ان اليومين والثلاثة والجمعة والشهر والسنه التي تتركني فيهم مضوا، وهذا اخرهم وانك لا تسمع مني كلام اخر سوى هذا. اني نصراني علانية مومناً بسيدي يسوع المسيح واني لا أسجد ابداً الى الهتك الظمته (الرديئة) المرذولة النجسة فاعمل بي ما بدا لك فاني لا افكر بعذابك ايها الكلب النجس المرذول انت وملكك المخالف الردئ اكل لحوم الناس الذي [ ٢٤ ] تذهب انت معه الى الظلمة القصوى حيث ابيكم ابليس. وللوقت لما سمع الوالي هدا الكلام غضب بالاكثر وامر ان يعمل مسارح (اوتاد) حديد وتنصب في الارض وان تربط يدي القديس ورجليه ويدحرج على المسارح الحديد ففعل به ذلك وكان القديس لا يبالي بذلك ولا حس انه يعذبه البتة بل اجاب وقال للوالي اعلم ايها الكافر انك تظن ان هذا العذاب اليسير الذي نابني منك اخاف منه واجحد المسيح، فتكون تعلم ان جميع عذابك لا يهولني ولا يغير قلبي عن محبة الله ولا اترك الهي. حينئذ امر الوالي الاعوان وقال لهم جروه على المسارح الحديد ولا تشفقوا عليه، ففعلوا به ذلك الى ان تهرأ لحمه وجرى دمه على الارض كمثل الماء. وامر الوالي ان يدلكوا جراحاته بمسح شعر ففعلوا به ذلك ولم يلتفت القديس الى العذاب الذي فُعِل به وكان يقول لهم اني لا ابالي البتة بشئ [ ٢٥ ] من عذابك لان الهي حاضراً معي وهو يقويني. اجاب الوالي وقال له ان كنت لا تبالي بهذا العذاب، انا اعذبك بعذاب ردئ حتى تحس بالعذاب. اجابه القديس ماري مينا قائلاً حقاً اني ما اتعب من عذابك لأني كمثل انسان نائم على فراش ناعم، بل انا يتوجع قلبي على اعوانك لأجل تعبهم واجتهادهم في عذابي بكل قوتهم وليس لي مال في الدنيا اكافئهم به فان قوتهم تضعف وانا اقوي بقوة الهي. عند ذلك امر الوالي ان يأتوا بمشاعل نار ويضعوهم تحت جسد القديس، ففعلوا ذلك واقاموا المشاعل تحت جسده مقدار عظيم، وهو لم يفتح فاه بكلمة واحدة بل كان متضرعاً الى الله بقلبه قائلاً يا سيدي يسوع المسيح أعني وانقذني من اللهيب، لكي يعلم كل أحد ان ليس احداً سواك. ولما قال هذا واذا لهيب النار صار امامه ٢٦ ] كمثل نسيم بارد. عند ذلك قال اشكرك يا سيدي يسوع المسيح لأنك سمعتني ورحمتني. فاجاب الوالي وقال له هل ] يا مينا ما تحس بلهيب النار تحت اجنابك. اجابه القديس مارمينا وقال سيدي يسوع المسيح الذي انال العذاب على اسمه القدوس هو الذي يقويني وينقذني، فلهذا لا احس البتة هذه النار المشتعلة تحتي، بل انا كمثل من هو مقيم في روضة اشم ريح بارد من نسيم الحياة، وبهذا ايها الوالي ما اتألم لعذابك لأجل ان سيدي يسوع المسيح سبق وقال في انجيله المقدس هوذا اعطيتكم سلطان لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شئ. قال له الوالي كيف يا مينا وانت جندي تعرف الكتب جيداً. اجابه القديس ماري مينا قائلاً سيدنا يسوع المسيح له المجد قال في الانجيل المقدس ايضاً اذا قدمتم الى المجامع والرؤساء والسلاطين [ ٢٧ ] فلا تهتموا بما تقولون فاني معطيكم فهماً وحكمة لا يقدر الذين يناصبوكم على مقاومتها ولا الجواب عنها، وموهبة الروح القدس في الناموس والانبياء هي التي اعطتني الفهم والقوة في الكلام وجوابك ايها الكلب الرديء النجس، قوة الهي تخزيك وتهلكك وتفضح عذابك. وان الوالي النجس احتر بغضب ابيه الشيطان وامر ان يضرب على وجهه. وكان يضرب وهو صامتاً لا يتكلم. اجاب مقدم الحجاب وقال للوالي انت تعلم يا مولاي الامير ان ملة النصارى غير طائعين لأمر السادات الملوك، وهم محتملين العذاب ويختاروا الموت لأنفسهم اكثر من الحياة، والان ايها السيد الريس اسمع مني وارسله الى الامير اخوك لعله يرجع اليه، واذا لم يقبل منه فهو يعذبه كما يختار وتستريح انت منه. وان الوالي استصوب رأي مقدم الحجاب في ذلك وقبل منه كلامه وجلس [ ٢٨ ] مسرعاً وكتب مطالعة الى اخوه قائلاً، قبل كل شئ السلام عليك يا اخي الحبيب اني اشتهيت النظر اليك فمنعني من ذلك عذاب النصارى فانهم جنس مقاوم وخصوصاً هذا مينا الدي ارسلته الى سيادتك فاعلم انه مقاوم وعجزت عن ملاطفته وعذابه ولم يذعن، ولم يسمع من مطالعة الملوك ولم يطيع اوامرهم ولا رضي يبخر لألهتنا الكرام والان فقد ارسلته اليك لتفعل فيه قوتك وحكمتك يا اخي الحبيب لأنه مقاوم جداً الى الغاية، اجتهد بقوتك في عذاب جنس النصارى المقاومين لأوامر الملوك الضابطة. كن معافاً والسلام عليك وعلى كل من داخل منزلك ومن هم تحت امرك. وختم الرسالة وسلم القديس ابا مينا لأربعين من الجند والرسالة صحبتهم وامرهم بالتوجه به ويسلموه لأخيه. وان الجند جعلوا في فم القديس لجام وفي عنقه طوق حديد وجذبوه واتوا به الى [ ٢٩ ] شاطئ البحر، فوجدوا مركباً مقلعة فركبوا فيها ايضاً وكتفوا القديس وربطوا يديه ورجليه، وجعلوه في خن المركب وسافروا للوقت. وان القديس ابا مينا ابتهج وامتلاء من نعمة الروح القدس، وصلى هكذا قائلاً يا الله ضابط الكل العظيم الابدي العجيب في مجده حافظ عهده المقدس لكل الذين يحبونه، الذي اعطاناً خلاصاً من خطايانا من قبل ابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا حياة الكل الذي ليس اله سواه، الذي سمع صوت انبيائه واصفيائه وكل سؤالاتهم، الذي سمع دعاء صفيه موسى وصلاته في البريه واعطاه الناموس، الذي سمع طلبة ايليا وقبل صلاته وارسل المطر مرة ثانية على الارض، اسمعني انا ايضاً يا سيدي في هذه الساعة، كما سمعت صلاة يونان في بطن الحوت وامرته ان يلقيه الى البر حياً سالماً، اسمعني انا اليوم يامن سمع بولس لسان [ ٣٠ ] العطر وخلصه من شعب اليهود الماكر، اسمعني في هذه الساعة انا عبدك وعينني وقويني كي افضح هؤلاء الكفرة الانجاس الذين لم يخشونك ولم يعرفوك ليعبدوك . ولما قال القديس العظيم ابا مينا هذا وهو اسفل خن المركب ويداه ورجلاه مربوطة، وادا صوت قد اتاه قائلاً لا تخاف يا حبيبي مينا انا هو يسوع المسيح ملكك والهك، هوذا انا كائن معك في كل مكان تمضي اليه، اقويك واعضدك الى ان تكمل جهادك. فلما سمع القديس ماري مينا هذا الصوت من قبل الرب فرح فرحاً عظيماً وتلألأ وجهه بالنور. وبعد ذلك وصلت المركب الى المكان الذي ارادوه، وان الاجناد كشفوا خن المركب واصعدوا القديس ابا مينا من الخن، فوجدوا وجهه يضيئ كمثل ملاك الله ممتلئا من الانوار الالهية، وجسده قوياً سالماً كمثل من هو ثمل من الخمر. وان الاجناد [ ٣١ ] اخذوه وادخلوه الى المدينة فوجدوا الوالي يعذب جماعه من النصارى من أجل اسم المسيح، وللوقت سلموا عليه ودفعوا له الرسالة، ولما قرأها التفت الى القديس ماري مينا وقال له تقدم واسجد للألهة لئلا تموت موتاً رديئا، فضحك القديس ابا مينا وقال له قد سمعت هدا الكلام من غيرك دفوع كثيرة ولا أثر ذلك عندي شئ والان يكون عندك تحقيق اني ما اسجد الا لربي يسوع المسيح، وهو يعينني ويقويني على عذابك ايها الكافر المرفوض وان الوالي غضب جداً وامر ان يشبح (يشد) على الارض بأربعة اوتاد ويضرب مائة سوط على بطنه. فلم يلتفت القديس الى ضربهم بالجملة بل كان عقله مرتفعاً الى الرب يسأله ان يقويه. وان الجنود لما رأوه كذلك وانه لم يحس بالضرب، قالوا للوالي يا سيدنا قد تعبنا ونحن نضرب هذا الرجل وهو لم يحس بالألم بل كأنه حجر [ ٣٢ ] صوان لا يبالي بالضرب البتة. عند ذلك امر الوالي ان يلقى في السجن ويوثق بالخشب قائلا دعوا هذا الساحر الى ان افكر بأي ميتة اقتله. وانهم ادخلوه الى السجن فكان فيه خمسمائة وعشرين من المعترفين مسجونين لأجل اسم المسيح، وكان القديس ابا مينا يضئ بينهم مثل الشمس وانهم جميعا اعطوه السلام وابتهجوا به وطوبوه ولما دخل الليل اشتركوا جميعهم في الصلاة. وفيما هم يصلون واذا ربنا والهنا يسوع المسيح له المجد نزل من السماء على سحابة نورانية، وميخائيل عن يمينه وغبريال عن يساره وحل في وسط القديسين، وقال لهم السلام لكم يا اصفيائي الاطهار المجتمعين بنعمة ابي الصالح والروح القدس، وللوقت اضاء السجن كله اكثر من ضوء الشمس ربوات اضعاف، وان القديسين قالوا جميعهم امين يكون سلامك معنا دائماً يا سيدنا [٣٣] ومخلصنا. وان الرب سبحانه امر رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل ان يحل رباطاتهم جميعهم، وانهم سجدوا للرب وامتلأوا من الفرح اذ رأوا الرب. وان السيد المسيح له المجد قواهم وعزاهم، وقال لهم تقووا يا اصفيائي الى ان تفضحوا الكفرة عباد الاوثان وتكملوا جهادكم وشهادتكم وتلبسوا الاكاليل النورانية التي اعددتها لكم وتنالوا النياح في اورشليم السمائية، حيث مساكن الاطهار وتتنعموا الى الابد، ثم قال المخلص للقديس ابا مينا طوباك يا صفيي ومختاري مينا لأنك رفضت جنديتك وصنعت ارادة ابي السمائي واظهرت اسمي في وسط اخوتك الشهداء، انا اقول لك يا صفيي مينا انك اذا اتممت سعيك، انعم لك بثلاثة اكاليل، الواحد لأجل بتوليتك، والاخر لأجل انفرادك في البرية، والاخر لأجل شهادتك وكل من [ ٣٤ ] يأتي ويسجد على جسدك الطاهر انا اغفر له جميع خطاياه لأجلك، واجعل جميع الشعوب يأتون الى بيعتك المقدسة ويقدمون لك الهدايا والقرابين، واجعل ملائكة نورانيين ملازمين بيعتك يحفظونها والذين يأتون اليها الى اخر الدهور وبيعتك تكون طاهرة وكل من يزورها تغفر له خطاياه. فلما سمع القديس مينا هدا الكلام من المخلص سجد على قدميه وقبلهم قائلاً، يا سيدي كم (من الوقت) اقيم على الارض من الان الى ان اكمل سعيي. اجاب المخلص وقال له يا صفيي مينا بعد عشرين يوماً يكتب الوالي قضيتك، وتؤخذ رأسك بحد السيف وتكمل جهادك بسلام، فتكون تسبق قبل ذلك وتدعو اختك قبل اخذ رأسك، وتقول لها اذا ما قطعوا رأسي بحد السيف خذي جسدي واعمليه في فرد خوص وخيطي عليه واحمليه الى ثغر الاسكندرية في البحر وعرفها ان لا تعرف [ ٣٥ ] رئيس المركب ماذا معها لكي لا يردها عن ركوب السفينة، وهوذا عدو الخير يدخل في صاحب المركب ويقول لها لا احملك معي الى ان تعطيني اربعة دنانير، فتضع يدها في المركب الواقفة عند جسدك، وتقول يا مينا اخي هوذا صاحب المركب قد طلب مني اربعة دنانير، فأنها تجد القدر موضوع عند جسدك فتدفعهم للرئيس. ولما قال السيد لابا مينا هذا عزاه وقواه واعطاه السلام وصعد الى السماء بمجد عظيم. وان القديس ابا مينا امتلأ من الروح القدس من قبل القوة التي وهبها المخلص له، وصرخ قائلاً قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والارض مملوءة من مجدك المقدس، نسبحك ونباركك ونمجدك ونسجد لك ونشكر مراحمك، لأنك اتيت وخلصتنا امين. يا ابائنا القديسين رؤساء الاباء ابراهيم واسحق ويعقوب وكل ابنائكم رؤساء الاسباط تعالوا كلكم [ ٣٦ ] ومجدوا امام الرب، يا كل الانبياء الاخيار الذين نطقوا بمجيئ الرب تعالوا كلكم ومجدوا امام الرب، يا جميع الرسل الاطهار الذين اناروا العالم بكرازتهم الطاهرة وردوهم الى معرفة الحق تعالوا كلكم ومجدوا الرب، يا جميع مصاف الشهداء والمعترفين والنساك والمجاهدين تعالوا كلكم ومجدوا الرب الذي اتى الينا وخلصنا امين هلليلويا. المجد للآب والابن والروح القدس. ولما اكمل القديس ابا مينا هده الصلاة قالوا جميع القديسين معه امين هلليلويا، وقاموا يرتلوا جميعهم تلك الليلة الى الصباح. فلما كان الغد بكر الوالي وطلب القديس ابا مينا وامر ان يحضروه الى مكان الحكم، فلما حضر الى الوالي وكل الجمع حوله قال له الوالي، ترى طاب قلبك يا مينا ان تبخر للالهة وتسجد لهم وتستريح من العذاب. اجاب القديس ابا مينا وقال له يا جاهل [ ٣٧ ] اما قلت لك عدة دفوع اني ما اسجد الا لإلهي الحقيقي ربي يسوع المسيح. والهتك المرذولة المصنوعة بالأيدي تهلك وانت معهم وملكك النجس في الجحيم الابدي. عند ذلك غضب الوالي وامر ان يحضروا منشار ويشدوا القديس في المعصار وتقف اربعة من الجند ينشروا القديس نصفين، ففعلوا ذلك وشدوه فلم يعمل المنشار فيه شيء بل صار المنشار مثل الشمع اذا ما قربت منه النار. اجاب القديس ابا مينا وقال للوالي ايها الاحمق الكلب الرديء انت وملكك المنافق والهتك المرذولة، هؤلاء الهالكين وكل من يعبدهم، هوذا الان قد انفضحت انت والمشيرين عليك ولم يعمل عذابك في شيء، فان الله مبيد حكمتك ومصيرها جهلاً، واما انا فاني متوكل على الله اصلي اليه نهاراً وليلاً أرجو رحمته ونعمته ان يجعلني مستحقا للوقوف [ ٣٨ ] بين يديه يوم الدينونة يوم الموقف الرهيب بلا عيب، وان البس سلاح جنديته الحقانية، كما هو مكتوب ان تعب هذا الدهر الحاضر لا يوازي المجد المزمع ان يظهر. فأما الوالي لما رأى ذلك وان المنشار صار مثل الشمع امام النار، والعذاب لم يعمل فيه شيئاً ولا تفكر ولا بالى به ولم يرتاب لسطوته ولم يخاف بل كان موبخاً له على رؤوس الملأ بشجاعة عظيمة وثبات قوة، اشتعل غضبه عند ذلك وامر ان يلقى في السجن الى ان يفكر ماذا يعمل فيه. وانهم القوه في السجن واودعوه الاعتقال. ولما كان ذلك تحير الوالي فيما يعمل بالقديس وانه جلس ذات يوم هو ايضاً واصدقاءه في وليمة، فقال لهم لقد تعبت يا احبائي في جنس النصارى وعذابهم وهم فلم يرجعوا الى اوامر الملوك خصوصاً هدا الجندي مينا لأني [ ٣٩ ] ما رأيت ابداً مثله، لان العذاب الشديد لا يهوله ولا يحس به وما ادري ما اعمل به. فأجاب ندمائه قائلين يعيش الملك سيدنا الامير، نحن نعلم سيادتك ان تكتب قضيته وتامر بقطع راسه بحد السيف وتستريح منه، لأنه يفضح الألهة ويسب الملوك ويهين امرك، فانت اذا قطعت راسه استراحت نفسك الكريمة منه ومن عذابه. وان الوالي لما سمع كلامهم استصوب رأيهم، ثم جلس مسرعاً في مكان الحكم وامر بإحضار القديس ماري مينا من السجن، فحضر وهو كمثل انسان ثمل من الخمر كمن خرج من وليمه حسنة، فقال له الوالي يا مينا قد تعبت فلا الطف بك وانت لم ترجع لأوامر الملوك، واسمع الان مني وضحي للالهة، وتنال مني كرامات جليلة وتعيش حياة هنيئة وانا ايضاً اكاتب الملك ليرفعك اكثر من مرتبتك الاولى [ ٤٠ ] وتستريح من رهق العذاب. فأجاب القديس العظيم الكوكب المنير الزاهر المضيء ببهاء القديسين ابا مينا وقال للوالي، لو كنت ايها الوالي عاقلاً فهيماً لكنت تبصر بعقلك وتفهم من اول دفعة الجواب الدي يقال لك، لكن عمى قلوبكم وجهلكم وطغيان ابيكم الشيطان يجعلكم لا تفهمون ولا تسمعون ما قلت لك، ايها النجس الملعون انك انت وملكك والهتكم عندي متل الزبل والكناسة، واني لألهتكم الظمته (الرديئة) لا اسجد وليس اسجد واقدم القرابين والبخور الذكي الا لربي والهي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي الازلي الذي يبيدكم سريعاً بروح فيه. وان الوالي لما سمع هذا الجواب من القديس ابا مينا حنق حنقاً عظيماً، ومزق تيابه ونتف شعر لحيته، وامر للوقت بإحضار دواه وقرطاس، وكتب قضيته هكذا قائلاً : (مينا الجندي النصراني لأنه [ ٤١ ] لم يسمع اوامر الملوك ولم يطيعهم ولم يسجد لألهتهم وازدرى بالعذاب، فلهذا انا امر بعظمة الملوك ضابطي مملكة الروم ان توخذ راسه بحد السيف ويحرق جسده بالنار ويُحمل رماده ويطرح في النهر). وان القديس ابا مينا لما سمع قضيته ابتهج بالفرح والسرور، ورتل هكذا قائلا حينئذ تبتهج افواهنا وتسبيح السنتنا، حينئذ يقال في الامم قد اكثر الرب الصنيع معهم فصرنا فرحين، ثم رفع عينيه الى السماء وقال اشكرك يا ربي يسوع المسيح لأنك جعلتني مستحق ان اموت على اسمك الطاهر. وان الاعوان اخذوه ليمضوا به الى المكان التي تضرب فيه الرقاب وكان وجهه يضيئ مثل الشمس بنعمة المسيح وكان كل من في المدينة تابعين له شاخصين اليه وهو سائر [ ٤٢ ] فرحان مبتهج كمثل انسان يدعى الى العرس وكان يرتل هكذا قائلا اشكرك ايها الرب الاله ضابط الكل وابنك يسوع المسيح الذي اعطيتني القوة حتى اكمل جهادي وانال اكليل الحياة واسجد امام منبرك المخوف وليس في شيء من الدغل، لان عزاك يا الهي فرح نفسي لأنك لم تتركني ولم تبتعد عني، واهلكت المنافقين امامي واعطيتني معرفة اسمك القدوس هذا الذي نور عيني قلبي. امجد اسمك يا فخر الاطهار واكليل الشهداء ومعزي صغيري القلوب. وانه التفت الى كل الجموع الكثيرة التابعين له وبارك عليهم وقال لهم الرب يجعلكم مستحقين فرح ملكوته، ويقبل بكم الى الخلاص سريعاً، ويعوضكم عن مسيرتكم معي عوض الواحد مائة ضعف. فلما وصل الى المكان [ ٤٣ ] الذي اكمل جهاده فيه قال اسبحك يا الهي ما دمت حياً وارتل لاسمك القدوس. ولما قال هذا ارسل واستدعى اخته وعرفها جميع ما قاله السيد المسيح له المجد، ثم اوصاها وقال لها اوصيك ان لا تتركي عنك امانة المسيح والتمسك بأوامره، ثم ودعها وبارك عليها والتفت الى السياف وقال له الرب الاله الذي دعاني الى ملكه السماوي يعطيك نعمة الخلاص سريعاً، ويبارك عليك وعلى نسلك وبيتك وينجيك من يد العدو الشرير. فلما سمع السياف ذلك ابتهجت نفسه بالفرح، وقال للقديس ابا مينا يا سيدي الامير اغفر لي فيما انا فاعله بك. فقال له الرب الاله يغفر لك خطاياك انت يا اخي عبد مأمور، ولك فيما تفعله الاجر التام من قبل ضابط الكل، فانك تنال بركة الشهداء، لكني انا اسألك ان تتمهل علي قليلا حتى اصلي الى الله [ ٤٤ ] ليعينني في هده الساعة المهولة. وان القديس البكر الطاهر البتول الراهب المجاهد شهيد ربنا يسوع المسيح ماري مينا ادار وجهه ناحية الشرق ورشم ذاته بعلامة الصليب المقدس وصلى هكذا قائلاً اطلب اليك يا سيدي والهي ان تستمع لي في هذه الساعة كما سمعت لأبينا ادم وخلصته من الجحيم بدمك الالهي اسمعني انا اليوم. كما سمعت لنوح ونجيته من الطوفان اسمعني انا اليوم. كما سمعت ابينا ابراهيم ووهبته اسحق وافتديت اسحق بالكبش اسمعني انا اليوم. كما سمعت ابينا يعقوب وخلصته من اخيه عيسو اسمعني انا اليوم. كما سمعت ليوسف الصديق وخلصته من المرأة المصرية اسمعني انا اليوم. كما سمعت لدانيال وخلصته من الاسد. كما سمعت للثلاثة فتية وخلصتهم من [ ٤٥ ] اتون النار ببابل اسمعني انا اليوم. كما سمعت لأرميا النبي وخلصته من جب الحماه (الطين) اسمعني انا اليوم. كما سمعت داود وخلصته من الفلسطيني اسمعني انا اليوم. كما سمعت لكل الابرار والمختارين لان لك المجد الى ابد الابدين امين. ولما اكمل القديس صلاته وقال امين، واذا السيد المسيح له المجد نزل من السماء وهو جالس على مركبة الشاروبيم ومعه الوف الوف من ملائكته يسبحونه، فلما راه القديس ابا مينا خر على وجهه ساجداً قائلاً انا اسجد لك يا ربي يسوع المسيح اكليل الشهداء وفخرهم وقوتهم وعزائك يكون معي. وان المخلص اقامه وقبله واعطاه السلام وقال له طوباك يا صفيي مينا لأنك جاهدت الجهاد الحسن، وقهرت الملوك والولاة الكفرة المعاندين. اقول لك يا صفيي مينا كل من يذكر اسمك ويطلب [ ٤٦ ] بسفك دمك ان كان في البر او البحر او البراري والقفار وكل الطرق المسلوكة او في المخاوف والمصاعب انا اقبل سؤالهم واخلصهم لأجلك، وكلمن يكفن جسدك انا اكسيه حلل نور في ملكوتي ولا يعوز شيء من خيرات الدنيا، وكل من يكتب سيرة جهادك وشهادتك انا اكتب اسمه في سفر الحياة، وكل من يبني بيعة (كنيسة) على اسمك انا اسكنه في كنيسة الابكار في اورشليم السماوية، وكل من يقدم لبيعتك قربان في يوم تذكارك او نذراً او كتاب او شمع او بخور او زيت او قربان او يسقي كأس ماء بارد لعطشان، انا اقربهم جميعاً الى ابي الصالح قربان طاهر مقبول ذكي، وكل من يأتي الى بيعتك ويسمع سيرة شهادتك وجهادك انا اسمعه الصوت الفرح، وكل من يسمي ولده باسمك انا انميه واعطيه العفة والنجاح، وكل مكان [ ٤٧ ] يكون فيه اسمك انا اجعل ملائكتي ملازمين له ويحفظوه وتحل فيه البركات ويحفظون كل الآتيين الى بيعتك المرضى والاعلاء (اصحاب العلل) وسائر الاسقام انا اوهبهم الشفاء اذا تباركوا بجسدك، وكل من يحلف يمين كأدب في بيعتك انا انتقم منه سريعاً. ولما قال المخلص له المجد هذا للقديس العظيم مارمينا ابتهجت نفسه البارة وسجد للمخلص والتفت الى السياف وقال له يا اخي الحبيب كمل ما امرت به، ومد عنقه الطاهر واخذت راسه المقدسة بحد السيف واخذ المخلص نفسه الطاهرة وصعد بها الى السموات وقدمها الى ابيه الصالح قربان ذكي طاهر وكان كمال جهاد القديس العظيم شهيد ربنا يسوع المسيح ماري مينا في اليوم المبارك الخامس عشر من شهر هاتور. ٤٨ ] وان اوليك الاردياء عباد الاوثان اوقدوا النار واضرموها وطرحوا جسده الطاهر فيها. وان اخته المباركة دفعت ] جميع ما كان معها من المال في ذلك اليوم للأجناد، واخذت الجسد الطاهر بعد ان اقامت النيران تلهب عليه ثلاثة ايام وثلاث ليال، ووجدته سالماً كانه لم تلمسه النار البتة ولم توجد فيه رائحة الدخان. فلما اخذت الجسد الطاهر قبلته وابتهجت به ابتهاجاً زائداً، وعزمت على المضي به الى الإسكندرية، فلما نزلت الى المركب اتفق لها كل ما قاله المخلص لأخيها، وانها وصلت بالسلامة الى المدينة فخرجوا اهل المدينة جميعهم لما علموا بذلك وتلقوا الجسد الطاهر بكل اكرام وتبجيل [ وتوقير، وسجدوا له على الارض وتباركوا منه وادخلوه الى المدينة العظمى بإكرام عظيم وكفنوا الجسد المقدس [ ٤٩ بأكفان طاهرة كما يليق به وبعد ذلك اراد اهل الإسكندرية ان يبنوا بيعة على الجسد الطاهر. ولما كان بعد زمان انقضى الاضطهاد، لم يريد الله ان يكون جسد الشهيد ابا مينا في الإسكندرية، وان ملاك الرب ظهر للاب البطريرك وقال له، الرب يأمرك ان تأخذ جسد شهيده الطاهر مارمينا، وتحمله على ظهر جمل وتخرجه الى خارج المدينة، ولا تدع احداً يمشي امامه ولا يضربه، بل اتبعوه من بعد وكل مكان ينخ (يجلس) فيه الجمل هو المكان الدي اختاره الرب ان تبني فيه بيعة باسمه. فلما انتبه الاب البطريرك من النوم سبح الله ومجد شهيده ابا مينا. ولما كان باكرا اخبر الكهنة وكل الشعب الأرثوذكسي بما اعلمه به ملاك الرب، وامر للوقت ان يحضروا له جمل وحمل عليه جسد الشهيد العظيم ابا مينا واخرجوه خارج المدينة ٥٠ ] وتركوه ماشياً وهم يتبعونه ، حتى وصل الى المكان الذي سمى بحيرة بياض، وبإرادة الله نخ(جلس) الجمل هناك، واذا ] صوت من جسد الشهيد العظيم يقول هذا هو المكان الدي اراد الرب ان تبنى فيه البيعة على اسمي، ولما سمع كل الجمع ذلك الصوت تقدموا وحلوا الجسد الطاهر وحملوه عن الجمل وهيأوا له سريعاً موضعاً وتركوه فيه. وبعد ذلك صاغوا تابوتاً من الفضة ووضعوا الجسد المقدس داخله، وكان ذلك المكان بستان. واظهر الله من الجسد آيات واشفية عظيمة، وكان كل من يأتي الى ذلك المكان ممن به اصناف الامراض من العميان والمقعدين والمفلوجين ومن بهم الشياطين، اذا ما هم سجدوا امام الجسد المقدس يعافون لوقتهم. وان اهل مدينة الإسكندرية اهتموا ببناء بيعه حسنة عظيمة [ ٥١ ] في ذلك المكان، وبمعونه الله وشفاعة شهيده الطاهر اكملوها جيداً بكل حسن وزينة روحانية، وحضر الاب البطريرك الاباء الأساقفة وكل الكهنة والشعب الارثوذكسي من كل المدن والقرى والتخوم، وكرزت البيعة في اليوم الخامس عشر من شهر بؤونة، وكان يوماً عظيماً مشهوداً واظهر الله من الآيات والعجائب في ذلك اليوم على يد شهيده من العجائب والقوات ما لا يحصى عددهم، واقام كل الشعب الارثوذكسي يعيد سبعة ايام، ثم عادوا الى منازلهم ممجدين الله شاكرين لاسمه القدوس، ومذيعين ما رأوا من العجائب الباهرة التي ظهرت من قبل شهيده المختار مارمينا، الدي نسال الرب سبحانه بطلباته المقبولة كل حين ان يغفر خطاياكم ويسامحكم [ ٥٢ ] بآثامكم ويصفح عن زلاتكم، وان يستجيب لصلواتكم وينيح نفوس اسلافكم، ويقوي مشايخكم ويكفل اراملكم ويعين ايتامكم، وينشي بالنشأة الصالحه اطفالكم، ويعلو نيلكم ويخصب زراعاتكم، ويرخص اسعاركم ويأمنكم في اوطانكم، ويصون حريمكم(نسائكم) ويحنن عليكم قلوب المتولين عليكم، وينير عقولكم ويحفظ بالطهارة نفوسكم واجسادكم، ويحل بركاته على كل تقلباتكم، ويلهمكم العمل بطاعته والتمسك بوصاياه ومحبته، ويحسن لكم العاقبة والخاتمة، وان يجعل باب بيعته مفتوحاً في وجوهكم على مر الدهور والازمان، ويرفع قرن المذهب الارثوذكسي بكل مكان ويطرح الشيطان عاجلاً تحت اقدامكم، ويخذل ويرذل اعداء البيعة المناصبين لها ولكم، ويجعل كيدهم راجعاً في نحرهم ويبلغكم امثال [ ٥٣ ] هدا العيد المقدس سنين عديدة وازمنه سالمة مديدة وانتم فائزين بالأعمال المرضية فرحين مسرورين مطمئنين، وان يدخلكم في زمرة الاطهار مع صديقيه ومختاريه الابرار، وان يجعلكم اهلاً للوقوف بين يديه في اليوم المرهوب مشتملين بحلل النور عن ميامن (يمين) الرب في مجدهم ملائكته ويسمعنا وإياكم الصوت الممتلئ فرحاً وبهجه القائل، تعالوا الي يا مباركي ابي رثوا الملك المعد لكم من قبل انشاء العالم، ما لم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على قلب بشر بالأفكار، ما اعد الرب لمختاريه وصانعي هواه الابرار، بشفاعة ذات الشفاعات معدن الطهر والجود والبركات، الست السيدة العذراء الطاهرة البتول الثيؤطوكوس [ الزكية مرت مريم الطالع من احشائها زرع الخلاص الغير مزدرع (مزروع) وساداتنا الرسل الاطهار الاثني عشر [ ٥٤ كاروز الابرار المناديين بايمان الحق في سائر الاقطار، الدي غلقت دعوتهم ابواب البرابي (هياكل الاوثان) وفتحت ابواب البيع (الكنائس) ، وحلوا بتعاليمهم قلوب المعاندين وارباب البدع، وكافة الشهداء الاطهار والقديسين الابرار وكل من ارضى الرب الاله بأعماله الصالحة من ذرية ادم. الان وكل اوان والى دهر الداهرين امين بقولنا اجمعين كيرياليسون امين امين تم وكملت سيرة شهادة الشهيد العظيم ابا مينا في يوم الخميس المبارك ثامن عشر شهر امشير المبارك سنة ١٤١٨ قبطية للشهداء الابرار الموافق الى سادس عشر رمضان من شهور سنة ١١١٣ هلاليه. ( ١٧٠٢ ميلادية) بسلام الرب امين والشكر لله دائماً ابدياً امين |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بركته تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() سيرة عطرة ربنا يفرح قلبك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
سوبر ستار | الفرح المسيحى
![]() |
![]() شكرا لمروركن العطر
|
|||
![]() |
![]() |
|