![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بَنُو حَامَ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ. [8] تحدث بعد أبناء يافث عن من حملوا نوعًا من العداوة مع اليهود (كنيسة العهد القديم)، مثل أبناء حام الذين اتجهوا نحو الجنوب في أفريقيا وأيضًا نحو آسيا. فقد كان الاهتمام مركزًا على اليهود من نسل سام الذين يأتي منهم المسيح متجسّدًا لخلاص كل الأمم. فمن جانب قيل: "جعل مصر فديتك، كوش وسبا عوضك" (إش 43: 3). في نفس الوقت قيل: "أليس أب واحد لكلنا؟! أليس إله واحد خلقنا" (ملا 2: 10). فإن بدا كمن حابى اليهود إلى حين، غير أن ذلك لأجل الإعداد لتجسد كلمة الله من نسل داود لخلاص العالم. فجميع البشرية من نسل آدم، وبعد الطوفان من نسل نوح. فالجميع مدعوّون للبنوة لله بكونه أبًا واحدًا للكل (أف 4: 6)؛ "والآن يا رب أنت أبونا؛ نحن الطين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك" (إش 64: 8). ذُكِرَتْ أسماء أماكن أو قبائل كأنها أشخاص. فقيل هنا: "بنو حام كوش ومصرايم وفوط وكنعان" (1 أخ 1: 6). يُقصد أن أبناء حام هم المصريون والكنعانيون الخ. فتعبير "ابن..." أو "بنو..." في السامية له معنى أوسع من كونه شخصًا مولودًا من شخصٍ[41]. قدَّم نسل حام بوجه عام شعوبًا وأممًا مقاومة لعمل الله ولشعبه في العهد القديم، لذا جاء العهد القديم يُعْلِنُ العقوبة الإلهية على هذه الشعوب بكونها تحمل رموزًا للشر، فكوش كانت تشير أحيانًا إلى ظلمة الجهالة، ومصر إلى محبة العالم التي تستعبد النفس، وكنعان إلى العمل الشيطاني الخ. لكن النبوات في العهد القديم لم تترك هذه الشعوب بلا رجاء، وإنما أعلنت رفض شعب الله للإيمان ودخول هذه الأمم إلى الميثاق الإلهي. هكذا الأمم التي كانت تحت اللعنة بسبب وثنيتها ومقاومتها للإيمان بالله ورجاساتها، صارت العروس المُقدَّسة التي تتهيأ للحياة الأبدية في حضن الآب السماوي. كوش: تعني بالعبرية "أسود". كوش، بكر حام، أنجب خمسة أبناء قَدَّموا خمسة شعوب: سبا "إنسان"، حويلة "دائرة أو مقاطعة"، سبتا "ضارب"، رعما "ارتعاش"، سبتكا "ضارب"[42]. سكنت هذه الشعوب في وسط البلاد العربية وجنوبها عند الخليج الفارسي، لكن سبا رحل إلى أفريقيا (أثيوبيا)، لذلك فإن كوش في العهد القديم يُقصد بها أثيوبيا والنوبة (جنوب مصر)، وأحيانًا اليمن أو جنوب ووسط شبه الجزيرة العربية. وفي كثير من قواميس الكتاب المقدس تُعتبَر كوش هي أثيوبيا فقط. وقد جاء ابن داود ليُصَالِحَ السماء مع الأرض، والشعب مع الشعوب، ويصير المؤمنون من الأمم إخوة لا يعرفون سوى الحب والوحدة. مصرايم: كلمة "مصرايم" في العبري مُثَنَّى، لذا ظن البعض أنها دُعِيَتْ هكذا بسبب وجود الوجه البحري والوجه القبلي، أو لأن نهر النيل يقسمها إلى ضفة شرقية وأخرى غربية، لكن الرأي الأرجح أنها دُعِيَتْ "مصر" بالعربية عن العبرية نسبة إلى مصرايم حيث سكن هو وأولاده فيها، وإن كان قد امتد نسله إلى البلاد المجاورة. فوط: شعب ذو صلة أو قرابة بالمصريين (تك 10: 6)، ذُكِرَتْ مع مصر وبلدان أفريقية أخرى لاسيما لوبيم (نا 3: 9)، ولود (حز 27: 10)، بين كوش ولود. جاءت في الترجمة السبعينية "ليبيون"، واعتبرها يوسيفوس ليبيًا. سُمِّيَت ليبيا في النقوش البابلية فوطو؛ ربما كانت قيرينايكة، الجزء الشرقي من ليبيا حاليًا. كَنْعَانُ: من نسله ظهرت القبائل الكنعانية، وقد تحدثنا في اختصار عن بعض هذه القبائل في مقدمة سفر يشوع. يعتبر سفر يشوع أيضًا هو سفر قبول الأمم، فإن كان لابد للشعب أن يرث كنعان بعد طرد الوثنيين، لكن الله لا يرفضهم، إنما يرفض وثنيتهم وشرَّهم. وحينما أعلنت راحاب الكنعانية الزانية إيمانها تمتَّعت وعائلتها بالخلاص، وصار لها الشرف الذي حُرِمَ منه كثير من العبرانيات أن من نسلها يأتي المسيَّا المُخَلِّص. لقد سُجِّل اسمها في سلسلة نسب السيد المسيح (مت 1: 25)، الأمر الذي حُرِمَ منه كثير حتى من أبطال الإيمان والأنبياء! الله لا يرفض إنسانًا في البشرية، بل يطلب خلاص الجميع: "يُرِيد أن جميع الناس يَخْلُصون، وإلى معرفة الحق يُقْبِلون" (1 تي 2: 4). |
|