رأى القديس چيروم في قصة نوح حين سَكرَ فتعرَّى، صورة رمزية للسيد المسيح الذي شرب كأس الألم، ومن أجلنا تعرَّى على الصليب، فسخر به الأشرار الذين يمثلهم حام، بينما آمن به الأمم التي يرمز إليها كل من سام ويافث. إذ يقول:
[قيل هذا كله كرمزٍ للمُخَلِّص الذي شرب الألم على الصليب، قائلاً: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس" (مت 26: 39). شرب وسكر وتعرَّى جسده... فقد جاء (حام) أي اليهود وضحك، أما الأصغر أي الأمم فغطَّاه...
وكما سكر الأب (نوح) بآلامه، هكذا يسكر القديسون برائحة إيمانهم، يسكرون بالروح القدس. فقد كنتم بالأمس تجمعون الذهب، والآن تلقونه عنكم، أما يُحسَب هذا سُكْرٌ في عيني من لا يفهم هذه الأمور؟! أخيرًا، عندما حلَّ الروح القدس على التلاميذ وملأهم وتكلموا بلغات كثيرة اُتُّهِموا أنهم سكارى بخمر جديدة.]
v الأخوان الاثنان (سام ويافث) اللذان غطيَّا نوح (تك 23:9) تطلعا إلى الابن الوحيد الذي يأتي ويُغَطِّي عُرْي آدم الذي أسكرته الكبرياء! تطلع سام ويافث المباركان إلى الابن المبارك، الذي يأتي ويُحَرِّر كنعان من عبودية الخطية!