vيجب علينا أن نُظهِرَ الحب الأخوي والتدبير اللائق نحو بني طبيعتنا، ونَتَحَمَّلها بالمحبة التي هي رأس الفضائل، التي بدونها لا يستطيع أحد أن ينجو. لهذا لا تفتر أيها الحبيب أبدًا، بل كن ناصحًا لأخيك، ولو قذفك وأرهبك بالضرر والخسارة. فأَظهِر له جناح الحنو وأَطِل أناتك عليه، حتى تربح نفسه، ولو بالغ في عدائه لك. فعليك أن تفرح، إذ يكون الإله نفسه محبًا وصديقًا، لأن النفس ثمينة جدًا ولا يُوازِيها العالم بأسره. ورجوع نفسٍ واحدة إلى طريق الحق والصواب أفضل من ربوات الأموال التي تُقَدِّمها رحمة...
ومتى رأيت إنسانًا محتاجًا إلى شفاء روحي أو جسدي، لا تقل في نفسك إن هذا من عمل فلان أن ينقذه من شره ويشفيه، فإنني من الشعب لي زوجة وأولاد، وهذا من عمل الكهنة والرهبان.
أجبني يا هذا: هل لو وجدتَ وعاءً مملوءً ذهبًا تقول في نفسك لم لا يأخذ هذا الوعاء فلان أو فلان؟... بل تبادر كالذئب الخاطف وتأخذه قبل أي إنسان!ليكن لك هذا الاشتياق نحو إخوتك الساقطين، واضعًا في نفسك أنك وجدت كنزًا ثمينًا جدًا، هو اعتناؤك بخلاص أخيك. هوذا الله يقول على فم رسوله إن أنقذت إنسانًا ضالاً تخلص نفسًا من الموت (1 يو 5: 20).