إن إيماننا وإرادتنا في معاناة المصاعب أمر مثير للإعجاب، لكن هل وجهة النظر القائلة
"طالما أننا نحفظ اسم الرب، ونتخلى عن كل شيء، وننفق أنفسنا، ونعمل بجد من أجل الرب، فسنصبح غالبين في النهاية" صحيحة فعلًا وفقًا لفهمنا؟ للإجابة عن هذا السؤال، يجب أن ننظر إلى ما يقوله كلام الله. هناك نبوة في سفر الرؤيا: "هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ ٱلنِّسَاءِ لِأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هَؤُلَاءِ ٱشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ ٱلنَّاسِ بَاكُورَةً لِلهِ وَلِلْخَرُوفِ. وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لِأَنَّهُمْ بِلَا عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ ٱللهِ" (رؤيا 14: 4-5). " هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ أَتَوْا مِنَ ٱلضِّيقَةِ ٱلْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ ٱلْخَرُوفِ" (رؤيا 7: 14). يقول كلام الله: "أولئك الذين يشير إليهم الله على أنهم غالبون هم الذين لا يزالون قادرين على التمسك بالشهادة والحفاظ على ثقتهم وتقواهم لله حتى في ظل تأثير الشيطان وحصاره، أي عندما يكونون داخل قوى الظلمة. إن كنت لا تزال قادرًا على الحفاظ على قلب طاهر وعلى محبتك الحقيقية لله مهما حدث، وتمسكك بالشهادة أمام الله، فهذا ما يشير الله إليه بكونك غالبًا." "أولئك الذين قد كُمِّلوا قبل الكارثة، هُم مَنْ يطيعون الله. إنهم يعيشون معتمدين على المسيح ويشهدون له ويمجدونه. إنهم أبناء المسيح المنتصرين، وجنوده الصالحين." من هذه النبوات وكلام الله يمكننا معرفة أن الغالبين الحقيقيين هم أولئك الذين لا يكذبون ولا يحملون أي خيانة في قلوبهم، وتطهّرت شخصياتهم الفاسدة. بالإضافة إلى ذلك، هم الأشخاص الذين يتبعون عن كثب خطوات الحمل، ويفهمون الحق ويعرفون الله. بغض النظر عمَّا يقوله المسيح أو عن طرق عمله، فإنهم يتبعونه ويطيعونه، ويمجدون الله ويشهدون له في كل شيء، وولاؤهم لله مطلق وغير منقسم. في مواجهة الظروف الرهيبة لاضطهاد الشيطان للناس ومطاردته وأسره لهم بلا هوادة، فإنهم قادرون على الاستمرار في وضع الحق موضع التنفيذ، وأداء واجباتهم كمخلوق من الله، وطاعته حتى الموت، حاملين شهادة جميلة ومدويّة لله. لا يمكن للشخص أن يصير غالبًا بالمعنى الحقيقي للكلمة إلا من خلال تحقيق هذه المعايير؛ إنها لا تشير فقط إلى أولئك الذين يكدّون، ويتخلون عن الأشياء وينفقون أنفسهم من أجل الرب، والذين لا يتراجعون أثناء الاضطهاد والضيق.